الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب حادثة اختناق بالطعام أصبحت أخاف من تناول الطعام

السؤال

السلام عليكم

شرقت مرة بالأكل، ومن يومها وأنا أحس بشيء بحلقي، وإذا أكلت شيئا أحس جزءا من الأكل يعلق بحلقي، مما أدى لامتناعي عن الأكل، وبالتالي نزل وزني.

ذهبت لأطباء كثر، وحللت تحليلا شاملا، وصورت وحللت عن الغدة وكلها سليمة، ولكني تعبت من التفكير، لدرجة أني عندما أضع اللقمة بفمي لا أعرف كيف سآكلها، وأفكر بها كيف ستدخل، وأخاف أن أختنق وأموت، طبعا أتمنى بأن لا تقولوا أهملي الموضوع، لأني حاولت ولم أستطع، فهل أعرض نفسي على طبيب نفسي؟ ولكني أخشى من نظرات الناس.

كما أخاف من العلاج النفسي، وأخاف أن أتعب ويحصل لدي إدمان، كما أخاف من الآثار الجانبية للعلاج، كما أخشى أن لا يفيدني العلاج، وتصبح حالتي أسوأ من السابق.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معكِ هو نوع من الرهاب أو الفوبيا لما حصل لك من شَرْقَةٍ وغُصَّةٍ عند تناول الطعام، وكانت لأول مرة تحصل لكِ، وبعدها تعبتِ وتولد عنها هذا الرهاب (رهاب وفوبيا الأكل)، وطبعًا هذا شيء خطير لأنه أثَّر عليك ونقص وزنك كثيرًا.

وفعلاً الحل أن تذهبي إلى طبيب نفسي، وقد لا يكون العلاج بالدواء، قد يكون العلاج علاجًا سلوكيًا ومعرفيًا، بطرقٍ قد يُحددها الطبيب النفسي، يُكسبك مهارات للتخلص من هذا الرهاب بالتدريج، يبدأ بخطوات تدريجية ثم يترقى إلى أن تتخلصي منه إن شاء الله.

والشيء الآخر الذي أحب أن أؤكده لك أن معظم الأدوية النفسية لا تُسبب إدمانًا على الإطلاق، مضادات الاكتئاب التي تستعمل عادةً في علاج الرهاب والقلق لا تُسبب إدمانًا، مضادات الذهان أيضًا لا تُسبب إدمانًا، ومثبتات المزاج أيضًا لا تُسبب إدمانًا.

النوع الوحيد الذي يُسبب الإدمان هي المهدئات، وهي تستعمل في نطاق ضيق دائمًا، ولا يكتبها الأطباء إلَّا لفترة وجيزة ومحدودة وبسيطة.

الشيء الآخر: القول بعودة الأعراض بعد التوقف من الدواء هذا مفهوم خاطئ، فبعض الأمراض النفسية أمراض مزمنة وتستمر مع الشخص لفترة من الزمن، ويتم التحكم والسيطرة عليها بواسطة العلاج، فالتوقف عن الدواء لا يعني أن الأعراض التي رجعت تكونُ أعراضا انسحابية للدواء، وإنما لرجوع المرض وعودته مرة أخرى، مثلها مثل مرض السكر وضغط الدم، عندما يتوقف الشخص عن أخذ العلاج فإن السكر يرتفع في الدم أو ضغط الدم يرتفع، وليست أعراضا انسحابية لتوقف دواء السكر أو دواء ضغط الدم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً