الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلا لحالتي فأنا لا أحب النوم وأتهرب منه!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 عاما، مشكلتي أنني لا أحب النوم وأتهرب منه، في الماضي كنت أعاني من وسواس الموت أثناء النوم، ولا أنام إلا بعد سهر طويل، ولفترة قصيرة -ولله الحمد- تخلصت من هذه الأفكار، ولكن ما زلت أتهرب من النوم ولا أعرف لماذا، وأقاوم تعبي، ونومي غير متصل ولا عميق، حتى بعد يوم مرهق وطويل نادرا ما أنام 3 ساعات متواصلة، ومعدل نومي يوميا 4 أو 5 ساعات متقطعة في النهار؛ لأنني أستطيع أن أنام أسرع من الليل، وأحيانا إذا صحوت فجأة أقول أنت محظوظة لأنك صحوتِ ولا أرجع للنوم رغم عدم كفايتي، وأعرف ومقتنعة أن جسمي يحتاج راحة أكثر، وإذا كان لدي شيء مهم سواء كان امتحانا أو مناسبة لا أستطيع النوم مهما حاولت، وأفكر كثيرا في أتفه الأشياء بطريقة سلبية رغما عني.

هذه المشكلة مؤثرة على حياتي، على دراستي، وعلى صحتي، ودائما أحس بقلق وكسل ووهن في كل جسمي، وأفكاري مشتتة، وذاكرتي ضعيفة، وأثرت على شكلي فأصبحت أعاني من هالات قوية حول عيني وبشرتي باهتة.

أريد حلا لحالتي، أريد أن أعيش حياة طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في هذا السن 18 هذه سن المراهقة وتكثر فيها الصراعات النفسية والقلق والتوتر النفسي، معظم اضطرابات القلق والتوتر والوسواس تظهر في هذه السن المبكرة، وطبعاً المشكلة هي وسواس الموت وطبعاً يقال في المثل النوم موت أي هو موت مصغر، فلذلك وسواس الموت أدى إلى أن تخافي من النوم لأنك تربطين بين النوم والموت وهذا ما أثر عليك وأحدث اضطراب النوم في حالتك.

والحمد لله كما ذكرت أنك تخلصت من هذه الأفكار، ولكنك أصبحت تهربين من النوم أي لأن النوم ارتبط بالوسواس في المقام الأول، فإذاً الآن عليك بالتركيز بأن تعودي لتنامي نوماً طبيعياً، أول شيء تفعليه يجب عدم النوم بالنهار لأن نوم النهار يؤدي إلى صعوبة النوم في الليل، ونوم النهار ليس مفيدا للجسم، نوم الليل هو الأفيد للجسم، فعليك حتى مثلاً إذا لم تستطيعي النوم بالليل فلا تنامي بالنهار حتى لو كان هناك تعب شديد، ما الذي سيحدث للجسم؟ سيحتاج إلى النوم، النوم له ساعة بيولوجية مسيطرة على ترتيب وتنظيم النوم فسوف ينام جسمك تلقائياً بالليل، فقط عليك الامتناع عن النوم بالنهار مهما كنت تعبانة أو مرهقة.

الشيء الآخر عدم تناول منبهات بالنهار، عدم أكل وجبات دسمة في الليل، تنظيم مواعيد الوجبات بحيث تكون خفيفة ومتقاربة، ولو كان في الإمكان عمل تمارين خفيفة بالليل وليست تمارين شديدة، النوم في ساعات محددة، يجب أن تنامي والنور مطفأ وليس مشغلا، والاسترخاء بصورة عامة إن شاء الله، وعدم التفكير أو حمل مشاكل النهار إلى الفراش بالليل، إذا كان هناك صعوبة في النوم فيجب عدم التقلب في السرير والاستيقاظ والنهوض من السرير وفعل شيء مسلٍ كقراءة في كتاب أو حتى مشاهدة برنامج مسل وليس برنامج مشوق يؤدي إلى شد الانتباه بشدة كل هذه الأشياء لو فعلتيه إن شاء الله ينتظم النوم ويقل التفكير وتعودين إلى حياتك الطبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً