الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشنجات التي أعاني منها هل سببها الحادث أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 19 سنة، حدث لي حادث مروري قبل 3 أشهر و17 يوما، وحصل معي نزيف في الدماغ وكسر في الجمجمة وكدمة دماغية، تم عمل عملية لإيقاف النزيف والحمد لله، الآن أنا بخير ولا أعاني من شيء، وبعد العملية بثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما حصل معي نوبة تشنج، وتم إسعافي إلى المستشفى، وهذه أول مرة تحصل لي، بعد الاستيقاظ أحسست بدوار واستفرغت -أكرمكم الله-، وتم عمل مقطعية، ودكتور الطوارئ قال: لا يوجد مشكلة الخلايا سليمة، وأعطاني علاج (ايبانوتين) لمدة 3 أيام إلى أن أقابل دكتور المخ.

قابلت دكتور المخ قال: أن الخلايا سليمة، ولا يوجد لديك مشكلة، وقال: استمر على العلاج إلا أن تقابل دكتور التشنج، وتم تحويلي إلى دكتور (تشنج)، وطلب تخطيطا للدماغ، الحمد لله النتيجة سليمة، وتم سحب الدواء مني، وقال الدكتور: إنها نوبة واحدة فلن أعطيك دواء، وإذا حدثت نوبة أخرى سأعطيك، والآن صار لي 3 أيام من ترك العلاج لم يحدث شيئا لي ولله الحمد.

الجدير بالذكر أنه منذ خروجي من المستشفى بعد الحادث أحس بلسعات في مكان العملية، وقبل النوبة بأربع ساعات أحسست بلسعة قوية جدا وكنت ألعب بلي ستيشن (لعبة إلكترونية)، وقبل النوبة بأسبوع كان هناك ضغط دراسي كبير جدا، وقبل النوبة بيوم لعبت بي بلي ستيشن لمدة 6 ساعات متواصلة، ولم أنم إلا في الصباح.

الآن الحمد لله لم أحس بلسعات، وإن أحسست أحسها خفيفة وتأتيني مرة واحدة في اليوم أو لا تأتيني تم منعي من قيادة السيارة بالخطوط السريعة لمدة 3 أشهر، ولم ألعب بي بلي ستيشن منذ النوبة.

سؤالي لكم: متى أتأكد أن لن تأتيني النوبة مرة أخرى؟ وهل بعد 3 شهور لن تأتيني؟ وهل التشنجات لها أعراض؟ فأنا -والحمد لله- لم أعاني من التشنجات طوال حياتي، فهل الحادث أثر علي؟ علما أن الأشعة بينت أن الخلايا سليمة؟ وهل النوبة هذه تعتبر تشنجا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المفروض أن الحادث الذي تعرضت له غير شيئا من أسلوب حياتك إلى الأفضل، وتركيزك مع الألعاب الإليكترونية لساعات طويلة يؤدي إلى استثارة الخلايا العصبية التي ما زالت في مرحلة النقاهة بعد التدخل الجراحي السابق، ومع إجماع الأطباء على سلامة خلايا المخ نجد أن الحادث ولله الحمد لم يترك أثرا على خلايا المخ، ولا توجد بؤر صرع في المخ، وما عليك إلا تنظيم وقت النوم والدراسة، وأن تتصرف بتعقل، وتعلم أن جسمك أمانة أودعك الله إياها ليس من حقك أن تفعل به ما تشاء، خصوصا وأن الله سبحانه وتعالى يمدك بقوة وطاقة أثناء النوم، حيث يقوم المخ بإفراز مواد مسكنة قوية لها مفعول المورفين في تسكين الألم تسمى morphine like endorphins، أي مواد تسمى endorphins، تعمل عمل المورفين في تسكين ألم وإرهاق اليوم السابق.

ومن المعلوم أن هذه المواد تفرز أثناء النوم، وبالتالي فإن السهر المتواصل يؤدي إلى حرمان الجسم من تلك المواد، بالإضافة إلى الإرهاق المستمر بسبب التركيز مع الألعاب الإليكترونية، ولذلك أنت معافىً عضويا إن شاء الله، وبقي أن تحافظ على أمانة الجسم والعقل التي منحها لك الله، وأنك مأمور ألا تعرض نفسك إلى الخطر، قال الله تعالى: ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ).

وطالما أنك لم تعانِ من نوبات تشنج في السابق فإن هذه النوبة تمثل حالة من الإرهاق الشديد أثر على خلايا المخ خصوصا وقد تعرضت لتدخل جراحي قبل ذلك فلا قلق -إن شاء الله-، فقط تنظيم الوقت والنوم العميق مدة لا تقل عن 7 ساعات ليلا، مع ضرورة تغيير الروتين اليومي، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية مع الأسرة والمجتمع المحيط، مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً