الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فاقد للتركيز ولدي ارتخاء بسيط في الصمام المترالي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أشكركم علي مجهودكم في موقع إسلام ويب، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسانتكم.

أنا شاب، عمري ٢٢ سنة، منذ ثلاثة أشهر وأنا أشعر بعدم تركيز ودوار، وكأن الدم لا يصل إلى المخ، وأشعر بدوار شديد خاصة عند القراءة والمذاكرة، أما في الحياة العادية فتكون الأعراض أقل، ولكن موجودة، أشعر وكأن المخ يتوقف جزءا من الثانية، ويتكرر ذلك كل دقيقة.

منذ ثلاثة أشهر وأنا لا أستطيع المذاكرة ولا التركيز، فأنا في كلية الطب، والمذاكرة تحتاج إلى تركيز، وأنا فقدت كل تركيزي، مع العلم أن لدي ارتخاء بسيطا في الصمام المترالي، واكتشفت ذلك بالصدفة منذ خمس سنوات، وثانيا: كشفت عند طبيب مخ وأعصاب وقلت له هذه الأعراض وذلك منذ شهرين، فأعطاني (oxaleptal) مضادا للتشنجات والصرع، ومنظم كهرباء للمخ، وأيضا (amipride 50) وهو للاكتئاب البسيط، واستمررت على هذا العلاج لمدة شهر ونصف، ولكن دون فائدة أو تحسن، فما نصيحكم لي؟ وأين أتوجه؟ وما هو الطريق الصحيح للعلاج؟ والأهم: هل هذه الأعراض ممكن أن تكون بسبب الارتخاء في الصمام المترالي؟ علما بأنه (بسيط) وأن هذا يجعل الدم لا يصل إلى المخ أو شيء من هذا القبيل، أو يكون هذا انسدادا في أي من الأوعية في المخ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عمرك الآن -يا ولدي- 22 عاما، أي أنك في الغالب في السنة الثالثة أو الرابعة في كلية الطب، والمفروض أنك حصلت على معلومات لا بأس بها على الأقل في علوم الفسيولوجي والهستولجي وشيئا من الكيمياء الحيوية، بما في ذلك من معلومات عن الدورة الدموية وبعض التفاعلات في جسم الإنسان، ولذلك يجب أن يكون التفكير في انسداد الشرايين، وعدم وصول الدم إلى المخ تفكيراً منطقيا غير معتمد على الأفكار السلبية الجامدة والتي لا تستند إلى دليل.

وكما ذكرت فإن ارتخاء الصمام الميترالي قد تم مصادفة أثناء إجراء إيكو على القلب، ولا يؤثر ذلك الارتخاء على كمية الدم الواصل إلى المخ، بل قد يؤدي إلى كبر أو تضخم بسيط للغاية في left ventricle أو لا يؤدي، ويمكن معرفة ذلك من الإيكو على القلب أو حتى من رسم القلب ECG، ولا داعي للقلق من هذه الناحية.

واضطراب الحالة النفسية والمزاجية الناتج عن مرض الاكتئاب يؤدي إلى كثير من المشاكل مثل: ضيق التنفس، والزهد في الحياة، واضطراب النوم والأرق، وفقدان الشهية، وإلى الشعور بالامتلاء، وكثرة غازات البطن، والانتفاخ، والاكتئاب مرض ككل الأمراض يحدث بسبب خلل في الهرمونات الموجودة في المخ، مثل هرمون سيروتينين ودوبامين، وضبط مستوى تلك الهرمونات بمساعدة أدوية الاكتئاب يعجل بالشفاء، ولذلك لا يعتبر الاكتئاب ضعفا في الشخصية أو في الإيمان بقدر ما هو مرض عضوي يحتاج إلى المساعدة في العلاج، وهناك استمارة عن مرض الاكتئاب باللغة العربية والإنجليزية عليك البحث عنها، وإجابة الأسئلة الخاصة بها، وتحديد درجة الاكتئاب الموجود لديك.

وتحتاج أدوية الاكتئاب إلى فترة أكثر من أسبوعين قليلا حتى يبدأ تأثيرها بشكل واضح، ولذلك عند البدء في تناول الدواء يجب الصبر بعض الوقت حتى يظهر تأثير الدواء في تحسن الأعراض التي تعاني منها، ومن أشهر الأدوية التي تعالج الاكتئاب دواء Cebralex 10 mg حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 4 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج، ومن بين الأدوية أيضا وهو دواء جيد ويعتبر بديلا مناسبا للأول هو Prozac جرعة 20 مج ويتم تناوله لمدة 6 شهور.

والنقص الحاد في مستوى فيتامين د يؤدي إلى الاكتئاب، وإلى الشعور بضيق التنفس، بالإضافة إلى آلام المفاصل والعظام، وكثيرا من الناس يعانون من نقص فيتامين د لعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ولعدم الحصول عليه في صورة كبسولات أو حقن، ولذلك يمكنك أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، وتكرر بعد 4 إلى 6 شهور؛ لأنه ضروري جدا لتقوية العظام، وتجنب مرض الهشاشة فيما بعد.

مع ضرورة أخذ حقن مغذية للأعصاب neurobion في العضل يوم بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تناول كبسولات مسكنة للألم عند الضرورة مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا لما لها من فائدة في مساعدة الأدوية النفسية لإتمام العلاج، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي وأوميجا 3، بالإضافة لحبوب تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً