الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعتبر حالة طفلي نادرة كما ذكر الأطباء؟

السؤال

السلام عليكم

طفلي يبلغ من العمر 11 شهراً، كان نموه طبيعيا، ووزنه طبيعيا، يلعب ويمرح ويجلس ويتقلب، ويزحف ويقف، لكنه تعرض لرشح وكحة، وارتفعت درجة حرارته، وكان يبكي ويصرخ، فأعطيته خافض الحرارة ومضادا من الصيدلية، ارتاح قليلا ونام طوال الليل.

في اليوم التالي ذهبت به إلى الطبيب فوصف له مضادا آخر، ومن ذلك الحين وطفلي نائم، أوقظه بالقوة، وعندما أجلسه لا يتفاعل، وبالتدريج يزداد خمولا، فأخذته إلى الطوارىء، قالت الطبيبة: ربما يكون من الدواء، وذكر طبيب آخر أنه يعاني من بداية جفاف.

رجعت للبيت بسبب الزحام الشديد في المستشفى، فكرت أن أرضعه لأنه لم يرضع طوال اليوم، وبعد الرضاعة بدأت رجله اليسرى تتشنج ثم توقفت، وبعد نصف ساعة حاولت مرة أخرى أن أرضعه فتشنجت يده اليسرى، التشنج الذي أقصده كان اهتزازا لمدة ثوان، فذهبت إلى المستشفى بسرعة، فذكر الطبيب: ربما أنه أصيب بالسحايا، فتم سحب عينة من النخاع، كانت نتيجتها سليمة، وتم عمل أشعة مقطعية، وقيل أن هناك جلطة في الجزء الأيمن من المخ.

بعد ذلك تقرر عمل أشعة رنين للرأس، وقال الأطباء أن سبب الجلطة هو تشوهات في أوردة وشرايين الرقبة والمخ في الشكل والحجم، كان الأطباء في حيرة وذهول من كون هذا الطفل كان ينمو ويتغير طبيعيا طوال هذه المدة، ووصفوا له دواءً للتشنجات، وآخر لسيولة الدم، وقالوا: بأن هذا كل ما يمكنهم فعله حاليا، وأن مشكلة ابني لا يمكن حلها، لأن التشوه ليس في موضع واحد، بل في مجمل أوردة المخ، طبيب المخ والأعصاب قال: بأن ابني تعرض لشيء من الضعف في أطرافه اليسرى وسوف تتحسن مع الوقت -إن شاء الله- وقال: بانه لم يمر عليه حالة عيوب خلقية في الأوردة مثل حالة ابني، فهل حالة طفلي تعتبر حالة نادرة فعلاً، وبماذا تنصحون في حالته؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدرية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحالة الطفل موضع السؤال من الحالات النادرة، ووجود تشوهات بالأوعية الدموية داخل المخ والرقبة قد ينتج عنه مضاعفات، مثل ما حدث مع الطفل موضع السؤال، بحدوث جلطة دماغية بالنصف الأيمن من المخ، أدت إلى ضعف عضلي بالناحية اليسرى من جسم الطفل.

الأمر يتطلب إجراءات تم عملها بالفعل، حيث يجب أن يستمر الطفل على أدوية تمنع حدوث الجلطات، ويتم متابعة وظائف التجلط بالتحاليل الدورية، مع الحرص على تناول الكثير من السوائل لتجنب الجفاف، وبالتالي تقليل فرصة حدوث جلطات مع وجود تشنجات عصبية يتم التحكم فيها، عن طريق الأدوية المضادة للتشنجات.

جلسات العلاج الطبيعي (الفيزيائي)، لمحاولة تحسين وظائف الضعف العضلي بالناحية اليسرى من جسم الطفل، ومتابعة الطفل بشكل دوري، وتقييمه هام جدا، هذا ما يمكن عمله في مثل تلك الحالة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً