الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترك الصلاة يؤدي إلى ضعف التركيز والحفظ؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب ثانوية عامة، أحرزت النجاح في الفصل الأول، ولم تكن عندي مشاكل في الحفظ والتركيز، بل كانت تتسم بالقوة، وكنت أكثر التزاما وخشوعا في الصلاة.

أما في الفصل الثاني فإني أعاني من صعوبة الحفظ والتركيز، واستعمال الانترنت بكثرة، وأصبحت لا أصلي ولا أخشع عند سماع القرآن، وأحس بتأنيب الضمير، خاصة أني على مشارف الامتحانات النهائية، وأحس بعدم التوفيق في حياتي، فهل لي بنصيحة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تفكيرك منطقي وجيد من خلال مقارنة حالك في الفصل الأول والثاني، ظهر لك مدى الترابط بين االفهم والاستيعاب والتركيز وبين محافظتك على الصلاة وخشوعك فيها، وفي المقابل حصل لك العكس الآن ضعف في التركيز والفهم، مع ضعف في المحافظة على الصلاة والخشوع فيها.

نستنتج من هذا أن العبد كلما كان أقرب إلى الله وأكثر التزاما بطاعته وأداء فرائضه، كلما شعر بالسعادة والاطمئنان وتهيئت نفسه للفهم والاستيعاب وتحصيل العلم، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة:﴿ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ﴾.[الأنفال: ٢٩]، فتقوى الله سبب من أسباب حصول الفرقان للعبد: وهو إدراك الحق وفهم العلم على وجهه.

لذا عليك أن تعيد النظر في حالك والتعرف على الأسباب التي أدت إلى تدني مستواك الإيماني والعلمي، وتخلص من تلك الأسباب، وضع برنامج لتقوية إيمانك وآخر لمراجعة دروسك، وننصح على وجه الخصوص بالآتي:

1. التوبة والعودة الصادقة إلى الله والاستغفار من أي ذنب وقعت فيه، سواء كان تقصيرا في واجب أو ارتكابا لمحرم.
2. التخلص من الأسباب التي أدت إلى تدني مستواك، مثل الإدمان على الأنترنت أو الرفقة السيئة ونحوها.
3. الاشتراك في برنامج علمي إيماني مع بعض زملائك الصالحين الذين في حيك أو مدرستك، بحيث تتعاون معهم على الطاعة والاستذكار للدروس.
4. عليك بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن، وتنظيم ورد يومي لك في ذلك، فلهذه الأعمال أثر عظيم في استقرار النفس وسعادتها.
5. قلل من استخدام الأنترنت وابتعد عن كل ما يخدش الحياء فيه، ولا تنشغل به كثيرا حتى لا تصاب بالإدمان عليه حتى في الأمور المباحة، فتنشغل به عن الأهم من برنامجك اليومي.
6. الدعاء والالتجاء إلى الله مهم جدا للعبد، وهو الوسيلة الناجحة لاستمطار التوفيق والسداد من الله سبحانه، فعليك بالإكثار منه وخاصة في أوقات الإجابة، كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود ونحوها.
7. كن على ثقة بالله تعالى وأحسن ظن به، مع أخذك بالأسباب السابقة، و-إن شاء الله- ستجد بغيتك وتحقق أمنيتك.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً