الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت شاباً ورغم سوء معاملته لي إلا أني أحبه ولا أريد فراقه!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة سني 22 تعرفت على شخص منذ كنت في سن 13 سنة وأحببته، وهو كان أكبر مني بـ 9 سنين، كان يفرض سيطرته علي بكل الطرق، لا تتحدثي بهذا، لا تتحدثي مع أقاربك، لا تذهبي أي منطقة إلا وتخبريني، لا تتكلمي مع أصحابك لأني لا أحبهم، وعندما ذهبت إلى الجامعة كان يسأل أشخاصا يعرفهم عن ماذا تفعل؟ وكان يراقبني، عندما كنت طفلة كنت فرحة بهذا، إنما الآن لا أقدر على هذه المعاملة، وإذا أخطأت أسمع العديد من الألفاظ البذيئة التي تجرحني، وأنا لا أقدر أن آخذ موقفا منه، أشعر أني لا أقدر أن أعيش بدونه، ودائما يقول لي لا أريد أن أكمل معك، سوف أبعد عنك، عندما يقول هذا تسيطر علي حالة من الرعب الرعشة وعدم القدرة على التنفس والقيء، ولا أقدر أن أنام 5 دقائق، وأستيقظ مفزوعة محاولة الاتصال به، وأرجو أن لا يتركني، وإذا لم يرد علي في وقت تدور العديد من السيناريوهات في دماغي، ولا أعرف أن أسيطر على نفسي، وأظل أدور في الغرفة لا أقدر أن أجلس أو أقوم بأي عمل، لدرجة أنني أصبت بالوسواس القهري، في أوقات كثيرة يكون نفسي أن أتركه وأني لا أحبه، ولكن أشعر برعب، ولا أقدر أبتعد عنه.

مع العلم أن أهلي غير موافقين عليه، ولكن لا أقدر أن أتركه، أشعر بالانهيار، فهل يمكن أن تساعدوني، أرجوكم، وهل أنا في حب أم لا؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ justt namea aa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فينبغي أن تتشجعي وتقطعي علاقتك مع هذا الشخص؛ لأن أمامك عائقا يحول دون الارتباط به وهو رفض أهلك له، ليس من حقه أن يسيطر على حياتك ويمنعك من حريتك الشخصية التي لا تتنافى مع ديننا، وقيمنا فبأي حق يتصرف هذا التصرف وهو رجل أجنبي بالنسبة لك.

لم تخبرينا عن صفات هذا الشخص هل هو صاحب دين وخلق أم أنه ليس كذلك، وهل هو مؤهل للزواج وعنده قدرة على تحمل الأعباء أم أنه فقط يلعب بمشاعرك ويتحكم بحياتك.

إن لم يكن هذا الشخص صاحب دين وخلق فلا تقبلي به زوجا حتى ولو وافق أهلك؛ لأن شريك الحياة ينبغي أن يكون متصفا بهذه الصفات كما أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.

إن كان يريد الارتباط بك فلماذا لا يتقدم لأهلك ويتفاهم معهم، فإن وافقوا وإلا انصرف، وهل يرضى مثل التصرف الذي يمارسه معك أن يُتعامل به مع أخته؟

لا تقفي مكتوفة الأيدي، ولا تسمحي له أن يتحكم بحياتك، وإن استمر بذلك فأخبري وليك ليتفاهم معه.

إذا كان تعامله معك بهذه الطريقة وأنت ما زلت أجنبية عنه فكيف إذا صرت زوجة له لو قدر الله ذلك، إنني أتصور أن يحول حياتك إلى جحيم لا يطاق، مهما طالت علاقتك معه فهي علاقة خارج إطار الزوجية، وعواقبها كما تلاحظين وخيمة، فينبغي أن يوقف عند حده.

أنصحك أن ترقي نفسك أو أن تبحثي عن راق أمين وثقة ليرقيك بحضور أحد محارمك، فإن ما يحصل لك إن غضب منك ليس طبيعيا، فإن تبين أنك غير طبيعية فاستمري بالرقية حتى تشفي بإذن الله.

حافظي على أذكار اليوم والليلة؛ فذلك حرز لك من شر كل ذي شر.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسليه أن يصرف عنك هذا الشخص وشره، وأن يريحك من متابعته ومراقبته، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل الشرور وأن يعطيك من الخير ما تتمنين إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً