الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني أفكار عن الجنون وأخشى الذهاب للطبيب النفسي!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب طموح، ومجتهد في دراستي، عانيت من شعور غريب عندما كنت في العاشرة من عمري، فبعد وفاة أبي شعرت أنني شخص مجنون، وتأتيني أفكار ووساوس بأن أهلي كلهم سوف يموتون، كما أشعر بأشياء غريبة مثل غلق نور الكهرباء، أو فتح الباب وغلقه أكثر من مرة.

هذه الأفكار زادت معي هذه الفترة، وأخشى الذهاب للطبيب النفسي، خوفاً من اكتشاف أنني مجنون فتتدمر حياتي، فكيف أتخلص من ذلك؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية.

الذي تعاني منه أمر بسيط جداً، هذا الفكر الذي يزعجك ويهيمن عليك ومحتوياته التشاؤمية مؤلمة طبعاً، هو فكر وسواسي، وأفعال التكرار والتأكيد التي تقوم بها أيضاً أفعال وسواسيه، إذاً أنت تعاني من درجة بسيطة من أفكار وسواسيه مصحوبة بأفعال، أو ما نسميه بالطقوس الاندفاعية الوسواسيه.

أيها الفاضل الكريم، الوسواس يعالج من خلال التحقير، وأن لا تناقش الفكرة، ولا تعرها اهتماماً، إن بدأت في تداولها فكرياً مع نفسك أو مناقشتها سوف تتشعب، وسوف تستحوذ عليك أكثر، حين تأتيك هذه الفكرة أن أهلك سوف يموتون؛ قل للفكرة وخاطبها كأنك تخاطب بشراً أمامك: أنت فكرة وسواسية حقيرة لن أناقشك، لن أحاورك، واكتف بذلك تماماً.

ولا بد أن تملأ وقتك، وتتجنب الفراغ؛ لأن الوساوس تتصيد الناس وتستحوذ عليهم حين يكونون في فراغ، أو لا يحسنون إدارة وقتهم، والفراغ الزمني والفراغ الذهني والفراغ الذهني أيضاً مشكلة.

بالنسبة لإغلاق الباب والتأكد منه، ومفاتيح الكهرباء؛ هذا أيضاً يعالج بإصرار شديد بأن لا تكرر، ومن المعروف حين تبدأ تقاوم سوف تحس بقلق شديد، ولكن بالمزيد من التكرار، أو ما نسميه بالتعريض لمصدر الوسواس؛ سوف تجد أن وساوسك قد بدأت تضعف وتتلاشى، والشيء الذي أنصحك به هو تناول علاج دوائي مضاد للوساوس؛ هذه الأدوية تساعد وتساعد جداً بجانب التوجهات السلوكية التي ذكرتها لك.

البحرين -الحمد لله- تعالى بها خدمات طب نفسي متميزة إن استطعت أن تذهب إلى أحد الأطباء فاذهب، وإن لم تستطع؛ فعقار بروزاك والذي يسمى فلوكستين دواء سليم وممتاز، وفي معظم الدول لا يحتاج إلى وصفه، إذا كان عمرك أكثر من 20 عاماً فيمكن أن تتناول الدواء إذا كان عمرك أقل من ذلك، ولا تتناول أي دواء إلا بعد الذهاب إلى الطبيب، الجرعة من البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم قوة الكبسولة 20 مليجراما تتناوله يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولتين أي 40 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر ثم اجعلها كبسولة واحدة يومياً لمدة 3 أشهر أخرى ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، البروزاك دواء سليم وبسيط وغير إدماني وغير تعودي.

أسأل الله تعالى أن ينفعك به، واسأل الله لك المزيد من التوفيق والسداد والاجتهاد في دراستك. بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً