الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني والأطباء لا يصدقونني ويقولون حالتك نفسية!!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من رهاب الموت، وتقلص وعدم الراحة في وسط الصدر، وانقباض في الحلق منذ سنة، حيث كنت أدخن فأصبت بكحة شديدة وخفقان وحاجة للهواء النقي.

راجعت الطبيب، فأخبرني بانتفاخ وتضخم القولون، وكانت نتيجة تحليل الكوليسترول 250، والحد الأقصى 240، فبدأت في علاجه بجستكول 20 ثم 10 ثم 5 ثم انقطعت، وتوقفت عن التدخين نهائيا منذ بداية العلاج، وبدأت في علاج القولون بأدوية كثيرة، منها دوجماتيل وسبازمو ودايجستين وداونوبرازول، وأيضا ترنتال لعلاج برودة الأطراف.

وقمت بعمل رسم قلب وتحليل الغدة وصورة دم كاملة وجرثومة المعدة الحلزونية H-Pylori، وكانت النتائج كلها سليمة -والحمد لله-.

الآن أشعر برهاب الموت وعدم راحة في وسط الصدر، وحركة محسوسة أسفل القفص الصدري بلا ألم، وأحيانا أشعر بنقر في الظهر، وضعف عام، وقلة التركيز، وعندما أصلي أشعر بالدوار أثناء الوقوف، بالإضافة إلى التعرق، ومعظم الأطباء يقولون إنها حالة نفسية، وأشعر أنهم لا يصدقوني فيما أخبرهم عن حالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أصدقك في كل ما ذكرته، وأنت الذي تحس بهذه الأعراض وتحس بهذه الشكاوى، فلا يمكن لأحد أن يكذبك فيما تحس فيه، ولكن المشكلة -يا أخي- في تحليل الوضع والرؤية، إذا ذكر لك الأطباء بأن ما تعاني منشأه نفسي، فليس معنى ذلك أنك لا تحس به حتى ولو كانت أعراضا بدنية أو جسدية، فكل ما يحاولون توصيله لك أنه ليس مرضا عضويا، ولكنه مرض نفسي، والمرض النفسي -يا أخي الكريم- لا يظهر في الفحوصات، لا يظهر في المختبر ولا يظهر بالأشعة، ويسبب هذه الأعراض البدنية والجسدية مثله مثل الأمراض العضوية، هذا ما يجب أن يصل لك من الفكرة.

أنت لا تكذب، أنت لا تتوهم، أنت تحس بكل هذه الأعراض ولكن منشأها ليس عضويا، فلذلك أنت تذهب لأطباء العضوي أو أطباء الباطن ويقولون لك إنه نفسي لأنهم لم يجدوا سببا عضويا أو مرضا عضويا، فعليك -يا أخي الكريم- أن تقابل طبيبا نفسيا؛ لأنه سوف يفهم ما تشكو منه وسوف يقوم بتشخيصك التشخيص المناسب، وإعطائك العلاجات المناسبة لحل كثير من المشاكل التي تعاني منها، والآلام التي تعاني منها، لأنها في الغالب قد تكون أعراضا بدنية للتوتر والقلق، وعلاجها قد يكون علاجا دوائيا أو قد يكون علاجا سلوكيا معرفيا أو علاجا نفسيا أو الاثنين معاً.

فإذاً العلاج عند الطبيب النفسي وليس عند الأطباء الآخرين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً