الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قررت إعادة السنة الثالثة من الثانوية لتحقيق أحلامي، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 18 سنة، حياتي في الفترة الماضية كانت مليئة بالخوف والقلق، وكنت حساسة جدا وأخاف من الناس، ولا أعرف كيف أتعامل معهم، بعد ذلك انعزلت عنهم لفترة طويلة، كنت أنا وموبايلي فقط، فكنت أقضي على الموبايل 12 ساعة متواصلة، وكنت أرى أهلي بالصدفة، وبقيت على هذا الحال طيلة الإجازة، وعند بداية الدراسة لم أكن أعرف أدرس، حتى نزل معدلي في الثاني ثانوي.

في الثالث ثانوي كانت تأتيني أحاسيس تخنقني بشكل دوري، بالرغم من رغبتي في التغيير والاجتهاد، فألتزم يوما ثم أنتكس مرة أخرى، وأخاف جدا، وأندم على السنين الماضية، ثم أدخل في حالة اكتئاب شديدة أحياناً، حتى أنني لم أقدم أي اختبار بشكل جيد حالياً، وأنا في الثانوية العامة حالياً، حتى أنني قررت إعادة السنة مرة أخرى، لتحقيق أحلامي، فهل أنا على صواب أو خطأ، وهل أنا مريضة نفسياً؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، أرجو أن تطمئني فأنت لست بمريضة نفسية، الذي لديك نسميه بقلق المخاوف وقلق المخاوف، هذا جعلك تكونين أكثر انعزالاً، ولا تستفيدين من وقتك بصورة صحيحة، وتحول القلق من قلق إيجابي إلى قلق سلبي، أهم شيء أن تحددي أهدافك في الحياة، والهدف الأساسي في هذه المرحلة قطعاً هو التميز الدراسي، أن تقرري تعيدي السنة إذا كان هذا سوف يخدم أغراضك ولديك شعور أنك بالفعل يمكن أن تستعدي بصورة افضل للدراسة فلا بأس في ذلك.

لكن إذا كان الأمر من باب التراخي فهذا قطعاً لا أنصح به، وأرجو أن تناقشي هذا الموضوع أيضاً مع مديرة المدرسة أو المسؤول الأكاديمي، فهو قطعاً لديه إلمام أكثر بمقدراتك والفرص المتاحة أمامك، نصيحتي المهمة جداً لك هي أن تتعلمي حسن إدارة الوقت، نحن دائماً نقول أن الشخص الذي يحسن إدارة وقته، ويرتب نفسه على هذا الأساس يستطيع أن ينجح في حياته، من لا يدير وقته لا ينجح، أنت مثلاً على سبيل المثال كنت تقضي أوقات طويلة مع الموبايل، وكنت في حالة انعزال وانكباب على نفسك، وهذا خطأ كبير، الزمن غالي جداً، والزمن يجب أن يستغل ويجب أن تدركي أن الله تعالى حباك بطاقات كثيرة وعظيمة، فيجب أن تستفيدي منها، إذاً يجب أن تضعي جدول يومي لإدارة الوقت، وأهم شيء تجنب السهر والحرص على النوم الليلي المبكر، والاستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر، وأفضل وقت تكون فيه الدراسة والمذاكرة يكون بعد صلاة الفجر، هنا درجة استيعاب الإنسان تكون عالية جداً وممتاز جداً، وتستطيعين أن تستوعبي كل المواد الصعبة أو مواد الحفظ في هذه الفترة.

جدولك اليومي لا بد أن يشمل أي نوع من الترفيه الطيب هذا مهم جداً، تواصلك مع أسرتك لا بد أن يكون قوياً ولا بد أن تكون لديك علاقات اجتماعية طيبة وممتازة، ابني صداقات مع الصالحات من الفتيات، لان الدعم النفسي يأتي من خلال بناء النسيج الاجتماعي الجيد، أؤكد لك مرة أخرى أنك لست بمريضة نفسياً كل الذي كان عندك هو نوع من قلق المخاوف البسيط وهذه حالات نعتبرها عارضة وليست مزمنة -إن شاء الله تعالى-، فقط أنت مطالبة بأن تفتحي صفحة جديدة مع نفسك وأن تستفيدين من طاقتك وأن تديري وقتك على الأسس التي حددناها لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً