الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتعثر عندما أشعر أن هناك أحدهم يعيرني انتباهه.. ما هي مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على المجهود المبذول لخدمة الكثيرين، وفقكم الله.

عانيت من طفولة صعبة، الأمر الذي جعلني أنعزل كثيرا عن الجميع للدرجة التي وصلت بي إلى الظن بأن الجميع يتأمر عليّ لسبب ما، عانيت من الرهاب الاجتماعي, والوساوس القهرية, والخجل الشديد، وصعوبات أخرى.

بدأت في الذهاب إلى طبيب عصبي (لعدم وجود طبيب نفسي في المنطقة التي أقطنها), والبديهي أنه تعامل مع الأمر فقط من جانب الطب الدوائي، ولم يعر الجوانب السلوكية أي اهتمام.

تحسنت كثيرا، ولم يتبق لي سوى أمر واحد تقريبا بعد فترات لا بأس بها مع أدوية مثل (فافرين / لوسترال / باروكستين وخلافه)، الأمر الذي لا زلت أعاني منه حتى الآن هو:
عندما أكون وسط مجموعة من الرفاق الذين لا أعرفهم, وأجدهم ينخرطون معي في الحديث والمزاح أشعر بضيق شديد في التنفس, وأشعر بشعور لا أعلم إن كان وصفي له سيكون دقيقا أم لا، أشعر وكأن المريء قد امتلأ بالهواء، وهناك قوة تضغط عليه للخارج؛ مما يشعرني بألم ليس بالهين.

أيضا عندما أقف أمام شخص لا أعرفه (خاصة لو كان مسؤولا في الدولة) للمرة الأولى أشعر برهبة, وترتعش قدماي، مع أن ذهني يدرك جيدا أنه شخص عادي جدا كمثل أي شخص آخر، وعند تكرار المقابلة مع هذا المسئول (وخاصة لو كان عدد الحضور قليلا كثلاثة أو خمسة مثلا)، أكون طليق اللسان في الحديث، الأمر الذي يشيد به الكثيرين.

نفس الأمر أستشعره، ولكن بدرجة أقل، عندما أدخل الفصل أو المدرسة للمرة الأولى (حيث إنني معلم)، فالجميع يشخص إليّ، وأي خطأ سيصدر مني, سيكون تحت المجهر من قبل الجميع.

أيضا عند سيري بالشارع أحيانا أتعثر عندما أشعر أن هناك أحدهم يعيرني انتباهه، أو أنه يسير خلفي مباشرة، جربت (لوسترال 50) نصف حبة ليلا كل يوم منذ ما يقرب من ستة أشهر حتى الآن، وعندما أذهب لإجراء مقابلة مع أحد المسؤولين, غالبا ما أتناول حبة (اندرال 40)، لكن لا يزال الأمر له رهبة كثيرة, لا أجدها مطلقا عند الكثيرين.

أكرر شكري مجددا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم محروص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً تحسنّتَ من الوسواس، ولكن ما زلت تعاني من بعض أعراض الرهاب الاجتماعي، وإن كانت تحسَّنت، ولكنَّها ما زالت موجودة بدرجة ما، والأدوية طبعًا – خاصة اللسترال والإندرال – يُساعدان في علاج الرهاب الاجتماعي، ولكن – كما ذكرتُ - أنصحك الآن بمحاولة التواصل مع معالج نفسي لتجرب العلاج النفسي، وهو علاج سلوكي معرفي بإذن الله سوف يفيدك في التخلص من بعض الأعراض الرهاب الاجتماعي التي ما زالت معك.

أخي الكريم: الآن يمكنك حتى مواصلة العلاج السلوكي المعرفي من خلال النت، يمكنك التواصل مع معالج نفسي عن طريق النت، حيث تقوم بشرح المواقف التي تتعرض لها، ومن ثم يعطيك المعالج البرنامج العلاجي السلوكي المعرفي عن طريق النت، ومن ثمّ يُتابع معك بانتظام التقدُّم الذي يحصل معك في المواقف المختلفة، هذا في حالة تعذُّر الوصول إلى معالج نفسي مباشر، أو إذا كان البلد الذي تعيش فيه لا يوجد به معالجون نفسيون، الآن يمكن العلاج عن طريق النت.

هذا ما تحتاجه الآن بعد أن جرَّبتَ كثيرًا من الأدوية، فواضح أنك تحتاج لعلاج نفسي حتى تتخلص مما بقي من الرهاب الاجتماعي وتعيش حياة طيبة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً