الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي ضعيفة وأصدق الأفكار التي ترد علي، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

هل يمكن أن يصل الوسواس إلى درجة تصدق فيها الأفكار؟ مع العلم أن شخصيتي ضعيفة جدا، وأتأثر بسرعة عندما أقرأ عن أعراض الفصام، أصبحت أتابع نفسي كثيرا، خاصة أن الناس تقرأ أفكاري، وأعلم أنها أفكار سخيفة لكني أخشى أن أصدقها، أتمنى وصف دواء لحالتي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أريدك أبدًا أن تُدخل نفسك في هذا النوع من التفكير، وهو: هل أنت تعاني من مرض الفصام أم لا؟ فنعتقد أن الذي بك هو وساوس، ويا أخي الكريم: نادرًا ما تتحول الوساوس إلى فصام، هذا أمرٌ نادر جدًّا، وتوجد حالات يكون فيها نوع من التمازج ما بين الفكر الوسواسي وشيء من الفكر الفصامي، وهذه تسمى بحالات (الوسواس الفصامي)، أو (الفصام الوسواسي)، وهي حالات قليلة جدًّا.

أنا أرى أن حالتك هي وساوس، وساوس قهرية، وهذه يجب أن تُعالج، وطبعًا العلاج عن طريق المقابلة المباشرة مع الطبيب سيكون له وزنه وجدواه، فأنا أدعوك - أيها الفاضل الكريم - أن تذهب وتقابل أحد الأطباء النفسيين.

وتناول العلاج الدوائي، سوف يفيدك، وفي نفس الوقت يجب أن تُجاهد نفسك بأن تحقّر الفكر الوسواسي، ولا تتعمَّق كثيرًا في التفكير حول هذه الأفكار، لأن الدخول في تحليلاتٍ فلسفية للوسواس يؤدي إلى تمكُّنها، وربما تُدخل الإنسان في حالة مرضية تُعرف باسم (الوسواس القهري مع افتقاد البصيرة)، يعني أن الإنسان بالرغم من قناعته بأن الوساوس سخيفة لكن قد تأتيه أفكار أنها واقعية، أو أنه يسعى أن يتعايش معها.

ولا أريدك أبدًا - أيها الفاضل الكريم - أن تصل لهذه المرحلة، أنت بخير، و-إن شاء الله تعالى- حالتك يمكن علاجها ويمكن تداركها، ولا نعتقد أنه لديك أعراض فصامية حتى وإن كنت تعتقد أن الناس تقرأ أفكارك، أعتقد أن هذا جزء من الوسوسة، لكن أُكرر أن الذهاب إلى الطبيب في حالتك سيكون أمرًا جيدًا ومفيدًا؛ لأن التدخل المبكر في هذه الحالات النفسية دائمًا نراه أمرًا مفيدًا وجيدًا ومُجديًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً