الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق الموت قضى على مستقبلي.. فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من وسواس الموت، وارتفاع مفاجئ لضربات القلب، وقد زرت العديد والعديد من الأطباء وجميعهم أكدوا لي أنني -بحمد الله- بصحة جيدة جدا، وقمت بعمل صورة للدم، وكان كل شيء سليما، وقمت بعمل تحاليل الغدة الدرقية، وكانت النتيجة t3 ومقدارها 124 وال t4 كانت 8.9 وال tsh كانت 0.35.

فأنا أذهب للأطباء بشكل شبه أسبوعي، وجميعهم يؤكدون لي أنني بصحة جيدة، وقد رسبت دراسيا بسبب هذا الوسواس والخوف وضربات قلبي، وعندما ذهبت لطبيب آخر قال لي: إن هناك خطأ في ال tsh وقمت بعمله مرة أخرى، وكانت النتيجة 1.144 وقال لي: إنها تتناسب هذه المرة مع t3 و t4.

ولكني الآن أعاني من وخز في الصدر، مع العلم أنني أعاني من مشاكل في الجهاز الهضمي كالحموضة واضطرابات القولون بسبب الحالة النفسية، فذهبت للطبيب وقال الأمور بخير من ناحية القلب، وأعطاني علاجا للجهاز الهضمي.

الآن أعاني من ضربات قلب بطيئة أحيانا تصل ل ٥٤ ضربة في الدقيقة وبعدها تكون ١٣٠ ضربة ثم تقل مرة أخرى ل ٦٠ أو ٥٥ ضربة، ثم تزيد وتقل، وهذا يسبب لي القلق والذعر، وأخاف كثيرا حتى مع تناولي الاندرال ١٠.

ساعدوني أحس أن مستقبلي في ضياع، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبل الله طاعتكم وصيامكم أخي.

الحالة التي تعاني منها حالة يعاني منها كثير من الناس، وهي نوع من قلق المخاوف، القلق طاقة نفسية موجودة لدى جميع البشر، أحياناً تكون إيجابية وهي التي تؤدي إلى نجاحاتنا وأحياناً تكون سلبية جداً مما ينتج عنها الوسوسة والمخاوف، أنت الآن لا أقول لك أنك تعاني من توهم مرضي إنما من قلق مخاوف حول الموت وحول وظيفة القلب، وهذا أدى إلى نوعاً مما نسميه بالمراق المرضي أي أنك تتصور وتتهيأ أن لديك علة خطيرة وأنت في واقع الحال ليس لديك أي علة، كل الذي بك هو قلق نفسي نسميه بقلق المخاوف، وأعراض الجهاز الهضمي تظهر كثيراً لدى الذين لديهم قلق المخاوف، وهذه الأعراض نسميها الأعراض النفسوجسدية، أي أنه توجد أعراض عضوية جسدية يحس بها صاحبها دون وجود أي مرض عضوي ويكون السبب في هذه الأعراض هو الحالة القلقية النفسية لدى الإنسان.

أيها الفاضل الكريم، أنت محتاج أن تبني قناعات وأفكار جديدة أنك بخير هذه مهمة جداً، وأنصحك بأن لا تتردد بين الأطباء، حاول أن تمسك نفسك بقدر المستطاع، وسوف تجد أن هذا الأمر قد أصبح أمراً عادياً إذا قاومته، الأمر الثالث هو أن تعيش حياة صحية، أن تمارس الرياضة، أن تنظم وقتك، أن تنام الليلي المبكر، أن تكون لك صلات اجتماعية ممتازة، وأن تحرص على صلواتك وكل شؤون دينك؛ هذا ما هو مطلوب، وهذا -يا أخي- سوف يعطيك إن شاء الله تعالى طمأنينة كبيرة.

ولا بد أيضاً أن تكون شخصاً متميزاً في محيط عملك، وموضوع حسن إدارة الوقت وتجنب الفراغ نعتبره ضروريًا جداً، لأن الفراغ الذهني أو الزمني يجعل الإنسان مشغولاً كثيراً بوظائفه الجسدية.

النقطة الأخرى وهي مهمة جداً: أنك محتاج لعلاج دوائي. يوجد ثلاثة أو أربعة أدوية ممتازة جداً لعلاج المخاوف القلقية، من أفضلها العقار الذي يعرف باسم استالبرام ويسمى سبرالكس، إن ذهبت إلى الطبيب النفسي سوف يصفه لك وربما يوجه لك المزيد من الإرشاد، وإن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب النفسي يمكن أن يصفه لك أي طبيب، أو حتى لو ذهبت إلى الصيدلية يمكن أن يتم إعطاءك هذا الدواء، وهو دواء سليم على كل حال، الجرعة هي أن تبدأ بـ 5 ملجم هنالك حبة قوتها 10 ملجم تناول نصفها يومياً لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي 10 مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم اجعلها 20 ملجم يومياً، وهذ الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى 10 مليجرامات يومياً لمدة 4 أشهر، ثم اجعلها 5 مليجرامات يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرامات يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم وفاعل وغير إدماني، له آثار جانبية بسيطة، منها أنه ربما يفتح الشهية نحو الطعام قليلاً، كما أنه ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً لدى المتزوجين عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على هرمونات الذكورة أو على الصحة الإنجابية عند الرجل.

أخي الكريم، ليس هنالك ما يمنع من تناول الاندرال بجرعة 10 مليجرامات صباحًا ومساء لمدة شهرين ثم 10 مليجرامات صباحاً لمدة شهرين ثم تتوقف عن تناوله، هذه الطريقة الأفضل والطريقة الصحيحة للتعامل مع حالتك، وأنا متأكد أنك إذا طبقت ما ذكرناه من إرشاد وتناولت ما وصفناه لك من علاج سوف تزول الحالة تماماً -بإذن الله تعالى-. ففحوصاتك كلها جيدة، وجسدك إن شاء الله كله سليم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً