الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والتوتر مما أصابني بعدة أمراض، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية وددت أن أشكر كل جهودكم في هذا الصرح الرائع، فكم من مريض، وكم من يائس جعلكم الله تعالى سببا في شفائه.

أنا شاب أعزب عمري 31 سنة، متوقف عن العمل حاليا، شخصيتي قلقة نوعا ما، ولدي شيء من الوزن الزائد، قصتي بدأت منذ 9 شهور، عانيت فجأة من خفقان قوي جدا أثناء ممارسة السباحة، عملت تخطيطا للقلب، وفحصا لأنزيمات القلب، وكانت النتائج سليمة جدا، بعدها بأسابيع قليلة أصبحت تأتيني أعراض غريبة، فأصبت بكتمة في الصدر، وخفقان قوي بعد الأكل بثلث ساعة.

ذهبت للطوارىء 3 مرات خلال 9 أشهر، وعملت فحوصات أخرى عند طبيب الباطنية، وتبين أن عندي جرثومة حلزونية، أخذت العلاج الثلاثي -الخاص بالمستشفى الحكومي لدينا-، داومت على العلاج لمدة أشهر ولكن جدوى، بعدها بشهرين تطورت الحالة، وصرت أشعر بألم بعد الأكل في -رأس المعدة عند الحجاب الحاجز يمتد للظهر-، وأصاب بخمول عجيب، وعدم رغبة بعمل أي شيء، إضافة إلى التخوف من القيام بمجهودات قد تزيد من الخفقان والتعب، حتى وإن كانت مجهودات بسيطة, حتى الخروج لمكان بعيد عن المنزل أصبحت فكرة مخيفة لدي، وأنا مقبل على سفر للعمل، وهذا يسبب لي الحزن والغضب, فأنا لم أتعود أن أكون جبانا أبدا، ولم يكن أي شيء في الدنيا يقلقني، أو يخيفني.

ذهبت لأخصائي باطني، وأجريت فحصا (بالسونار)، وأخبرني بأن لدي التهاب بسيط بالإثنى عشر، وأعراض القولون، وقال إن الجرثومة ليس لها علاقة بما أمر به، ثم وصف لي ليبراكس وبانتولوك ودسبتالين، تحسنت قليلا جدا، فقط ذهب الألم الممتد للظهر، ولكني لا زلت أعاني مما سبق.

- هناك ما لاحظته (عدة مرات)، وأحببت أن أضيفه ربما يساعد بالتشخيص:

إن هذه الأعراض في أغلب الأحيان تختفي في المساء، أي قبل النوم بخمس ساعات تقريبا, ثم أعود طبيعيا جدا ولا أشكو من شيء، ولاحظت آخر فترة خفقان وضيق وكتمة متكررة في بداية يومي عند الاستيقاظ من النوم، وكأن الأعراض تأتي غالبا في النصف الأول من اليوم، وتخف في المساء.

أنا لا أشكو من الإسهال ولا الإمساك، ولا دم بالبراز, ولدي جرثومة والتهاب بالإثنى عشر (حسب آخر تشخيص)، هل لهذا علاقة بالقولون العصبي؟ أم هي أعراض جرثومة والتهاب الإثنا عشر فقط، وهل تشخيص التهاب الإثنى عشر بالسونار دقيق، وما هو الحل للتخلص من هذه المشاكل المزعجة، وإذا كان العلاج هو العلاج الثلاثي, فما هي الأدوية المناسبة للقضاء على هذه الجرثومة؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن الأعراض الواردة في الاستشارة تتماشى مع حالة القلق والتوتر التي تعاني منها -كما ذكرت- في بداية الاستشارة, وربما كان السبب في ذلك انك حاليا تبحث عن عمل مما يسبب لك بعض القلق والتفكير الزائد, وهذا الأمر يسبب حالة من القولون العصبي, ومما يؤكد ذلك هو تراجع الأعراض مساء قبل النوم, وازديادها صباحا.

والنصيحة حاليا هي بمحاولة الاسترخاء, والابتعاد عن التفكير بالمرض, ومحاولة الانشغال والتركيز فقط على النجاح في عملك المستقبلي، دون الانشغال بأي أمور جانبية يمكن أن تؤثر على هذا النجاح, كما ينصح باتباع الحمية المناسبة لأعراض القولون، إذ ينصح بالابتعاد عن الأطعمة الحارة كالفلفل والبهار والشطة، والبصل والثوم، وكذلك التخفيف من الأطعمه الحامضة، والتخفيف من تناول الأشربة الغازية (بيبسي، سفن أب)، وما شابه.

من الأطعمة المساعدة على تخفيف غازات القولون: الكمون، حيث يمكن إضافته مع الأطعمة، أو رش المطحون منه على الطعام، وكذلك البابونج، واليانسون والنعناع، والزنجبيل والحلبة والشبت، وبذور الكراوية والقرفة والقرنفل، ويمكن استعمال الأدوية التالية عند اللزوم duspatalin، حبة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا، disflatyl حبة بعد الطعام تمضغ مرتين لثلاث مرات يوميا، ويمكن تناولها عند اللزوم حتى بدون طعام، ولا ننسى بأننا (قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع)، وكذلك النصيحة بعدم إدخال الطعام على الطعام.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً