الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت دائم التفكير بالأمراض وأحس أني سأموت.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أصبت بانتفاخات وغثيان وألم في المعدة، ذهبت لمستوصف خاص، وعملت تحليلا، والنتيجة جرثومة في المعدة، ورمل في الكلية اليمنى، ودهون في الكبد، وحصى في المرارة، ونصحني الطبيب بأن أزيل المرارة، كان يأتيني ألم تحت قفصي الصدري يمينا من قديم، لم أعلم أنها المرارة إلا بعد السونار، وصرف لي الطبيب علاجا ثلاثة أنواع:
١ مضاد كلامايسين لمدة أسبوع.
٢حبوب ريازول لمدة أسبوعين.
٣ حبوب للحموضة لمدة شهر.

بعد 3 أيام من العلاج جاءني وسواس الموت، وأصبحت دائم التفكير، وأحس أني سأموت، وإذا سمعت عن شخص مات تزيد عندي نبضات القلب، أعرف أن الموت حق، وأن كل نفس ذائقة الموت، لكن كيف أزيل هذا الوسواس من رأسي؟

لدي ألم أيضاً في يدي اليسار مع تنمل منذ أكثر من أسبوع، الآن وصل الألم فوق القلب بالضبط فوق الحلمة، ومع الضغط عليها بيدي يحصل ألم، عملت قبل قليل تخطيط قلب وأكسجين –والحمد لله- النتائج سليمة.

بالنسبة لعلاج ريازول، هل يسبب طعما مرا في الفم؟ وأنا مدخن للنرجيلة -وان شاء الله سأحاول قطعها.

الله يجزيكم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: من الناحية النفسية حدثت لك بعض المخاوف القلقية ذات الطابع الوسواسي، وكانت وساوسك حول الموت، وهذا -إن شاء الله تعالى- ليس ضعفًا في إيمانك أو اضطرابا في شخصيتك، هي نوع من المخاوف القلقية الوسواسية، قد تحدث للإنسان بسببٍ أو دون سبب، ربما تكون أنت في الأصل شخص حسَّاس وتخوفت بعض الشيء من العلاج الثلاثي الذي أُعطي لك، وموضوع الجرثومة الحلزونية وعلاجها الثلاثي أمرٌ شائع وشائعٌ جدًّا.

أخي الكريم: خذ الأمور ببساطة أكثر، أرجو أن تتجاهل تمامًا هذه الأعراض، أنت بخير، ولا بد أن تكمل دورة العلاج الثلاثي، وبالنسبة للأعراض الجانبية نعم، هنالك أعراض جانبية، وأنا شخصيًا تناولتُ هذه الأدوية من مدة ليست ببعيدة، وحبوب الريازول بالفعل تعطيك تغيُّرًا شديدًا في طعم الفم، وتحسّ بما يُعرف بالطعم المعدني، كأنك تقوم بتذوق أحد المعادن، وبالفعل هو شعور سخيف، لكن -إن شاء الله تعالى- عابر وسوف ينتهي، المهم أن تتناول علاجك بصورة منتظمة حتى ينتهي العلاج.

أخي الكريم: فحوصاتك سليمة، علتك النفسية علة بسيطة جدًّا كما ذكرتُ لك، هي نوع من قلق المخاوف الوسواسي، وأتتْ معه هذه الأعراض الجسدية ليُصبح تحت طائلة حالات نسمِّيها بالحالات النفسوجسدية البسيطة، والقلق دائمًا يكون هو المحرِّك لهذه الأعراض، وكذلك حساسية الشخصية.

على النطاق الاجتماعي – أخي الكريم – لا بد أن تكون شخصًا فعّالا، -الحمد لله- أنت متزوج، ولديك أسرة، وحياتك فيها الكثير من الخير، فحاول أن توسِّع من شبكتك الاجتماعية، حاول أن تنظِّم وقتك، حاول أن تُمارس الرياضة... هذا – أخي الكريم – كله -إن شاء الله تعالى- يصرف انتباهك من هذه الأعراض، هذا علاج مهمٌّ جدًّا.

أرى أنك في حاجة لدواء بسيط جدًّا يُعرف باسم (دوجماتيل)، هذا اسمه التجاري، ويُوجد منتج سعودي ممتاز لهذا الدواء يُسمى (جنبريد)، والاسم العلمي لهذا الدواء هو (سلبرايد)، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا، وهذه جرعة صغيرة جدًّا؛ لأن هذا الدواء يمكن استعماله حتى ستمائة مليجرام في اليوم.

ابدأ بخمسين مليجرام فقط – أي كبسولة واحدة – في اليوم لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً – أي مائة مليجرام – لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.

أخي الكريم: أنا نصحتك بالرياضة، فهي ضرورية جدًّا، وأنصحك أيضًا بممارسة بعض التمارين الاسترخائية، توجد عدة مواقع على شبكة الإنترنت توضِّح كيفية القيام بهذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدَّت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاسترشاد بمحتوياتها، مع أهمية الالتزام بتطبيقها، حتى تنتفع منها.

للفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً