الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شفيت من الوسواس القهري، فكيف أحصن نفسي ضد الانتكاسة؟

السؤال

السلام عليكم.

عشت سنتين أعاني من الوسواس القهري، وكنت على وشك الإلحاد والانتحار، ثم شفيت بعد تناول الأدوية التالية:

Prozac حبتين في اليوم.
Dogmatil حبتين في اليوم.
Aripiprex 10 mg حبة في اليوم.

أخذت هذه الأدوية لمدة 6 أشهر، انتهى كابوس الوسواس بالكامل، لكني توقفت عن أخذ الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب، وحالتي الآن جيدة جدًا، كيف أحصن نفسي ضد الانتكاسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك: الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بأن زال عنك هذا الكابوس؛ لأن الوسواس القهري بالفعل مرض مؤلم جدًّا خاصَّة للنفوس الطيبة والقلوب المؤمنة، فيا أخي:

أنت بفضل الله تعالى الآن في موقف ممتاز، وذهبتْ عنك ويلات هذا المرض، فعليك أن تكثر من الحمد والشكر، وفي ذات الوقت دائمًا الإنسان حين يأتيه التحسُّن في حالته من مرضٍ معيَّنٍ هذا التحسُّن في ذاته يجب أن نتخذه ركيزة جوهرية للمزيد من التحسُّن، يعني أن تكون نفسك متفائلة، أن تكون أريحيًا، أن تكون مسترخيًا؛ هذا في حدِّ ذاته يثبِّت لديك التحسُّن الذي طرأ على حالتك، ويُبعدك -إن شاء الله تعالى- عن الانتكاسات، هذه وسيلة أساسية لاستمرارية التحسُّن.

الأمر الآخر: لا بد أن تكون هنالك ممارسات سلوكية باستمرار، وأهم ممارسة سلوكية هي أن تحقِّر الفكر الوسواسي، حتى وإن لم يكن موجودًا الآن، لو تذكّرت منه شيء –خاصة القبيح منه– وبعد ذلك تحاول أن تستخفَّ به، أن تُحقِّره، وأن تتساءل مع نفسك: كيف كنتُ أعاني من هذا الفكر السخيف؟ وتقول: الحمد لله الذي أنعم عليَّ بالعافية؛ فالاستخفاف بالوسواس وتحقيره حتى بعد أن يزول هي وسيلة علاجية ممتازة، مانعة للانتكاسات -إن شاء الله تعالى-.

النصيحة الثالثة –أخي–: أن تجعل حياتك حيوية ومفعمة بالنشاط، وبالإيجابيات، وذلك من خلال أن تطوّر مهاراتك في نطاق عملك، وأن تُحسن من التواصل الاجتماعي، وتوسِّع شبكتك الاجتماعية، وأن تُحسن إدارة وقتك، وتتجنب تمامًا الفراغ الذهني والزمني، وأن تمارس الرياضة، وأن يكون غذاؤك متوازنًا، وأن ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تحرص على الصلاة مع الجماعة، وأن يكون لديك ورد قرآني يومي، وإن كنت غير مُجيد لتلاوته؛ فأرجو أن تتعلَّم ذلك على يد أحد المشايخ، أو حتى من خلال الإنترنت، وعليك بالدعاء والذكر؛ هذه كلها ثوابت وركائز أساسية لمنع الانتكاسات.

بارك الله فيك، ونحن سعداء جدًّا أن نسمع مثل هذه الأخبار الطيبة التي أرسلتها لنا.

الدواء أدَّى دوره، والآن استمر بنفس الكيفية الإيجابية، وحسب ما نصحتك به؛ منعًا لأي انتكاسات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً