الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب الدم والإبر والعروق والرهاب الاجتماعي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على موقعكم الجميل والمميز.

عمري 17 سنة، وطولي 158 سم، ووزني 95 كيلو، أعاني من مشكلة تقلقني منذ سنتين، وهي أن قلبي يؤلمني وتتسارع دقاته، وأشعر بضيق في التنفس دائماً، وتحمر أذني وأحياناً وجهي وأحياناً تحمر من دون ألم في القلب، ولا أعلم هل هذه أشارة لمرض خطير، وخاصة بعد القلق أو الخوف.

أرجوكم وجهوني، فأنا لا أعلم ماذا أفعل؟ وخاصة أن ليس لدي خبرة في الذهاب للمستشفيات، ولأي طبيب أذهب؟ فأنا أعاني من الرهاب الاجتماعي ورؤية الدم والعروق والإبر منذ كنت في الابتدائية حتى الآن آخر سنة ثانوية، وهل هذا بسبب السمنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fa is aL حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع.

وصفك دقيق وواضح جدًّا لحالتك، وأنا أطمئنك أن الذي يؤلمك ليس قلبك، الذي يؤلمك هو العضلات الخارجية الموجودة في القفص الصدري، والذي يحدث هو أنك نسبةً لمعاناتك من القلق والمخاوف يحدث نوع من التوتر النفسي الداخلي يؤدي إلى توتر عضلي، وعضلات الصدر هي أكثر العضلات التي تتأثَّر، لذا تحسّ بالضيق وبالألم، وربما بعض النغزات في الصدر أيضًا.

تسارع القلب ناتج من الخوف، لأن الخوف كشعور نفسي وذي مكونات فسيولوجية يؤدي إلى زيادة في إفراز مادة تعرف بالأدرينالين، وهذه تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهذه كلها آليات تلقائية يحمي الإنسان نفسه بها، لأن الإنسان إذا تعرَّض لأي خوفٍ، والخوف دائمًا يكون ناتجًا من عدوّ، حتى وإن كان هذا العدو مجهولاً، فالإنسان مثلاً إذا واجه أسدًا إمَّا أن يُقاتله أو يَفرَّ ويهرب، وفي تلك الحالتين تزداد ضربات القلب ويزداد إفراز الأدرينالين.

أما احمرار الوجه فهو ناتج من زيادة تدفق الدم، لأن تسارع ضربات القلب يؤدي إلى زيادة في إغمار وكمية الدم للأعضاء الجسدية خاصة الطرفية منها، وهذا قطعًا يؤدي إلى الاحمرار الذي تحدَّثت عنه.

حالتك بسيطة جدًّا، ليست خطيرة، كل الذي تعاني منه هو ما نُسميه بـ (قلق المخاوف)، أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، هو أحسن مختص يتعامل مع حالتك هذه، وسوف يُعطيك أدوية بسيطة جدًّا وغير إدمانية، تُساعدك في أن يزول هذا القلق والخوف تمامًا، وسوف يُوجِّه لك الإرشاد اللازم، ومن جانبي أقول لك: تجاهل هذه الأعراض، اذهب إلى الطبيب، تناول الدواء الذي سوف يصفه لك، وبصفة عامَّة لا بد أن تمارس الرياضة.

السُّمنة أمرٌ غير مرغوب فيه، لا أعتقد أنها السبب في أعراضك، لكن قطعًا السُّمنة دائمًا تُسبِّبُ إشكالاً كبيرًا بالنسبة لصحة الإنسان، فعالجْ هذه السُّمنة بأسرع ما يمكن.

حرصك على الرياضة، التنظيم الغذائي، هذا كله أمرٌ مهمٌّ جدًّا.

المخاوف عادةً تُعالج بالتجاهل المطلق، والتعرُّض، بمعنى أن تُعرِّض نفسك لمصدر خوفك، مثلاً: خوفك من رؤية الدم: أدعوك للتخلص منه بأن تُكثر من الذهاب إلى المستشفيات وتزور المرضى، وهذا فيه خير كثير لك.

وكل الذين يُعانون من المخاوف ننصحهم أيضًا بتحسين الترابط الاجتماعي والأسري، وبناء نسيجًا اجتماعيًا إيجابيًا، وأن تكون حريصًا أن تُشارك الناس في مناسباتهم، وأنت في هذا السِّنِّ مارس الرياضة الجماعية، ككرة القدم مثلاً، واحرص على الصلاة في الصف الأول مع الجماعة، هذا كله علاج، وعلاج مهمٌّ جدًّا بالنسبة لحالتك.

وقطعًا اجتهادك في دراستك ورسم خارطة تُدير من خلالها وقتك لتبني مستقبلاً زاهرًا وموفَّقًا، هذا أيضًا سوف يُساعدك كثيرًا، ويُخرجك من كل الذي أنت فيه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً