الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج رائحة العرق السيئة والنفاذة؟

السؤال

السلام عليكم..

لدي مشكلة للأسف بدأت منذ 8 أشهر، وهي تغير رائحة العرق لرائحة سيئة للغاية، لم تكن موجودة لدي مسبقا، وبالرغم من استخدامي لمزيلات العرق بأنواعها المختلفة الغالية والرخيصة لم تحل المشكلة، ذهبت للأطباء، شخصوا الحالة بأنها فطريات، استخدمت كريمات ومراهم كثيرة ولم تذهب الرائحة، عملت بوتكس لفرط التعرق تحت الإبط وليزر لإزالة الشعر تحت الإبط ولا تزال الرائحة موجودة وقوية ونفاذة، لجأت للأعشاب وأيضا لم تجدي، ما الحل؟

علما بأن الكل حولي يشمها ولست وحدي، حيث سألت عددا من الأصدقاء في العمل، واعترفوا لي للآسف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rashd Moh Ha حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم:
- نوع (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقريبًا، وتفرز العرق؛ نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها.

- والنوع الثاني (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة مثل: الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق -وبالأخص في منطقة الإبطين- بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد، وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية- ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنخة؛ ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد، وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتيريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• الاستحمام المتكرر وغسل الإبطين بعد العرق، باستخدام المنظفات، أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.

• تجنب زيادة التعرق؛ بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة، وتناول المأكولات الحارة.

• لبس الملابس القطنية أو الماصة أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.

• تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري والتوابل الأخرى.

• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار؛ لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة، و أزاله الشعر بالليزر كما فعلت له دور إيجابي بالعلاج.

• استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة هل هي مزيلة للعرق أو معطرة فقط، وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس.

وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة، وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوي على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية؛ للتقليل من إفرازه مثل (Drichor) أو(Spirial)، وتوجد على عدة هيئات منها الكريم إذا رغبت في ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذي تقطن به.

- إنقاص الوزن إلى القيمة المثالية مفيد للتقليل من الرطوبة بالثنايات.
أيضا حقن البوتوكس الذي قمت به لتقليل إفراز العرق له دور ايجابي في علاج مشكلتك بالإضافة الي التعليمات الأخرى المذكورة.

أنصح أيضا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية؛ لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية؛ لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.

أما إذا كانت المشكلة ليست لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة بثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية.

ويجب للتأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة؛ للقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض الذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة، وينصح طبيبك وطبيب التغذية، بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقًا، مثل الأسماك البحرية -يمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحوا أيضًا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا.

ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل على تغيير أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.

في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقة عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا عثمان علي

    انا ايضآ عندي رائحة كريهه في الجسم وازنها ليس لها علاقة بالعرق او الرطوبة لانني استخدمة كل أنواع المزلات ولم تروح

  • ألمانيا Owhamad

    شكراً جداً جداً على هذه المعلومة
    جزاكم الله خير

  • أمريكا ملهمه

    جتني نفس الحاله ولم تزل الا لما اكلت حبوب المغنيسيوم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً