الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو التوحد الإثاري وعلاجه بعد ترك العادة السرية؟

السؤال

السلام عليكم

ذكرتم في استشارة سابقة ورقمها (287333) عن مرض التوحد الإثاري وارتباطه بإدمان العادة السرية، وللأسف أنا مصاب به؛ لأن جسمي أصبح يقوم بردة فعل غير طبيعية مثل احمرار الوجه، والرعشة، والتي كانت لا تحدث لي قبل إدماني العادة، وتحدث في المواقف البسيطة التي لا أشعر بأني خائف جدا، أو محرج جدا، وطبعا أنا مدمن عليها منذ 7 سنوات.

أرجو منكم تفصيل وشرح ما هو التوحد الإثاري وعلاجه بعد ترك العادة السرية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استشارتك السابقة مضى عليها سنوات، وأنا تصورت أنك قد أقلعت إقلاعًا تامًّا عن العادة السرية، إنه لمن المؤسف حقًّا إذا كنت لا زلت تمارسها، والإنسان إذا لم يزل السبب - خاصة إذا كان السبب سببًا خبيثًا وسيئًا ومُضرًّا بالإنسان - فلا يتوقع أنه سيتغيَّر، وأعتقد أن التوقف عن العادة السرية هي الخطوة الأولى في التحوّل الإيجابي.

جملة "التوحد الإثاري": يعني الإثارة أي الشيء الذي يؤدي إلى حدوث الشيء، والتوحد أي يكون مرتبطًا به، فأنت أدمنت العادة السرية وأصبحت مهيمنة على كيانك ووجدانك، وأصبحت مثيرة لأشياء سلبية كثيرة في حياتك؛ لأن الفكر المصاحب للعادة السرية هو فكر انحرافي في معظم الأحيان، فأنا أعتقد أنك أصبحت مرتبطا بالعادة السرية للدرجة التي أصبحتَ تُثار إثارة سلبية، أو إثارة إيجابية في مواقف حتى وإن كنت لا تمارس فيها العادة السرية، يعني مثلاً: إذا كنت تسير في السوق ورأيت شيئًا جميلاً - كملابس نسائية مثلاً في أحد المحلات - هنا قد تتذكّر العادة السرية، وهذا نوع من التوحّد الإثاري.

في موقف آخر: إذا شعرت مثلاً أنك منهمك ولا تستطيع أن تنام، سوف تُعْزي ذلك للعادة السرية، هذا أيضًا نوع من التذكير أو التوحُّد المرتبط بالإثارة التي كانت تُسبِّبها لك العادة السرية... وهكذا.

أتمنى أن يكون الأمر قد اتضح، ولابد أن تتوقف عن العادة السرية، وتوقفك عنها يعني أن الجسم والنفس والكيان والوجدان والعواطف سوف يبدأ ترميمها، وترميمها هي الكلمة الصحيحة، والترميم دائمًا يأخذ وقتًا، ولكنّه يؤدي إلى نتائج مختلفة ومتغيِّرة تمامًا عمَّا حدث لك، فإن شاء الله تعالى بهذه الكيفية تستطيع أن تتغيَّر، وأن تتبدَّل.

وموضوع احمرار الوجه والرعشة قد يكون أيضًا فيه نوع من قلق المخاوف، خاصة المخاوف الاجتماعية؛ لأنك افتقدتَّ الثقة بنفسك، وأصبحتَ مستعبدًا للعادة السرية، وهذا أضعف من مقدراتك ومن مهاراتك الاجتماعية، ومن ثمَّ أصبحت تأتيك الرعشة، ويأتيك هذا الاحمرار في الوجه.

الحل هو التوقف عن العادة السرية، وأن تواجه الحياة بكل قوة وبكل إيجابية، وأن تكون شخصًا نافعًا لنفسك ولغيرك، وأن ترتبط اجتماعيًا، الارتباط الاجتماعي الآن هناك دراسات قوية جدًّا تُشير؛ حتى إنه يُساعد على إصلاح الضرر الذي قد يكون وقع على خلايا الدماغ وعلى خلايا الجسم، هذا مهم، وكذلك ممارسة الرياضة.

المهم أن تبني حياتك، وتجعل له أسسا أفضل ممَّا هي عليه الآن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً