الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتمسك بديني ولكن يحول بين ذلك عراقيل.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أتمسك بديني تماما، لكن ما زالت عراقيل كثيرة في طريقي.
أولا: الدراسة التي تأخذ مني حرفيا كل وقتي، فلا أستطيع القيام بأكثر من الفرائض.

ثانيا: أحاول قدر الإمكان إن لا أعصي الله، لكن في الأخير أفعل دون قصد، قليلة الصبر، أحيانا قليلة أغتاب الناس دون أن أفكر أنها نميمة.

أحيانا أكذب بدون قصد، هي تفاهات تخرج من فمي من تلقاء نفسها، أحيانا لا أرضى بما قسم الله لي، قلبي فاسد مليء بأمور لا معنى ولا طعم لها، في نفسي أتذمر لأتفه الأسباب، ولدي مشكلة لا أتخلص منها أبدًا، وهي تلازمني رغما عني، وهي الحديث مع الشباب.

أنا لا أحب الحديث مع أي منهم، بل أتمنى العالم من دونهم، لكنهم دائما ما يأتون لمحادثتي -أستغفر الله- لكنني لا أريد أن أعيد الخطأ نفسه مرارا، وفي كل مرة أقول سأراقب نفسي، سأحاول أن أتصدى للمعاصي، لكن رغما عني، فماذا أفعل أرشدوني؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك –أختي العزيزة– وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع, وحرصك على التديُّن وتحصيل الطاعة وكراهيتك للمعصية, ولا شك أن هذا بداية الحل وعلامة على صحة الديـن, ثبتنا الله وإياك على الدين وهدانا صراطه المستقيم.

- بخصوص ما تشكين منه من جوانب الضعف والقصور في حياتك, فلا يخفاك أن الإنسان طُبِع على النقص والعيب والضعف والتقصير, كما قال تعالى: (وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا)، (وخُلِق الإنسان ضعيفا), وقد صح في الحديث: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).

- احرصي –حفظك الله– على تجديد وتنمية الإيمان بملازمة الذكر والطاعة وقراءة القرآن, والاستماع إلى الدروس والمحاضرات والبرامج النافعة والمفيدة: (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجراً عظيما ولهديناهم صراطاً مستقيما).

- لزوم الصحبة الصالحة, وفي الحديث: (المرء على دين خليله, فلينظر أحدكم من يخالل), والحذر من وسائل التواصل والاتصال المشبوهة والمخالفة لمقتضى الشرع والأخلاق والعفّة, وضرورة التعامل معها بحزم وحياء وعفّة.

- لا شك أن المبادرة إلى الزواج بمن توفرت فيه معايير الدين والخلق والأمانة, يُسهم في الاستقرار النفسي والشعور بالسعادة والراحة والأمان والاطمئنان، والبُعد عن وساوس النفس والهوى والشيطان (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة...).

- الحذر من الاستهانة بالذنوب والمعاصي, قال تعالى: (ومن يتعدَّ حدود الله فقد ظلم نفسه), وضرورة تعهد النفس بالمراجعة والتوبة عن الأخطاء كلما وقعت ومهما تكررت, قال تعالى: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يُذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين * واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين), وقد صح في الحديث: (اتقِ الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلقٍ حسن) رواه الترمذي، وقال حديثٌ حسن.

- حسن الظن بالله تعالى, وعدم اليأس والقنوط من رحمته, وتعزيز الثقة بالنفس وقوة الإرادة (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) رواه مسلم.

- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء, قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ), وفي الحديث القدسي الشريف الصحيح: (يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته, فاستهدوني أهدكم).

- أسأل الله تعالى لكِ العلم النافع والعمل الصالح، والتوفيق والسداد والعفو والعفّة والعافية، وحسن الدين والحال والعاقبة وسعادة الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً