الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من حالة الرعب والخوف التي أصابتني فجأة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، حدث لي يوما أني لم أستطع النوم عند عودتي من العمل، أحسست بخوف وتعب شديد، ذهبت إلى الطبيب، فحصني وقال لي: أنت تتوهم المرض، وأصبحت الأشياء العادية -مثل النوم- بالنسبة لك غير عادية، ودخلت في حالة إحباط، وبالنسبة إلى جسمك فهو ممتاز، وأعطاني دواء اسمه sedatif pc استعملته وأراحني قليلا، وبقيت على تلك الحالة لمدة أسبوع، خوف من الموت وارتجاف، وأوجاع في المعدة، وعدم الأكل، لكن كلها كانت حالة نفسية تصاحب الاكتئاب، لأني شفيت منها بعد ذلك، وبقي عندي خوف من النوم وخوف أن أنام وأموت، وهلوسات ليلية، وأستيقظ وأنا مرعوب من النوم.

بعد شهر شفيت بنسبة 90% ودخلت في حالة أخرى، أعيش في حلم وعدم استيعاب الحياة، كأني أصور من كاميرا، شعور لا أستطيع وصفه، وهذا الإحساس ليس دائما، فعند الاشتغال بشيء أو عندما أكون مع الأصدقاء لا أحس به، لكن بمجرد التفكير فيه يعود إلي بقوة.

أنا خائف من هذه الحالة، لقد أتعبتني، وأصبح التدخين بالنسبة لي بر أمان، حتى منزلي لم أعد أستطيع النوم فيه، لأنه يذكرني بحالتي، وعند استيقاظي من النوم يجب أن أنتظر على الأقل 5 ثوانٍ لاستيعاب الواقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك ما هو إلَّا حالة من حالات القلق والتوتر، وإن كانت أكثر صورة هي مشكلة النوم، ولكن أيضًا هناك أعراض أخرى تدلُّ على وجود القلق والتوتر، ومنها الخوف من الموت والتعب الشديد والآلام المختلفة، والحمدُ لله قد تحسَّنتَ من معظم الأعراض، ولكن ما بقي من عَرَضٍ كأنك لا تعيش في الواقع، أو تنظر إلى نفسك من الخارج كأنك تُراقبها، فهذا ما يُعرف بعرض الأنّية، وهو أيضًا من أعراض القلق والتوتر.

تحتاج - أخي الكريم - إلى علاج لهذا القلق والتوتر، وإلى دواء يكسر حاجز عدم النوم، وأفضل دواء تتناوله ما يُعرف بـ (ميرتازبين) أو (ريمارون)، 15 مليجرام (حبة) ليلاً، فهو يساعد على النوم، ويُساعد على إزالة أعراض القلق في نفس الوقت، ويمكن أن تستعمله لمدة شهرٍ، وإذا حصل التحسُّن الكامل يمكن أن تُوقفه أو تستمر عليه لفترة شهرين، ثم تتوقف عنه.

وأيضًا هناك أشياء يمكنك أن تفعلها لتساعدك في الاسترخاء، مثل رياضة المشي يوميًا، وتحديد ساعة للنوم، وعدم تناول وجبات دسمة ليلاً، ولا تذهب إلى السرير إلَّا وأنت في حالة من النعاس الشديد، وإذا لم تستطع النوم لا تتقلَّب في الفراش، لكن انهض وقم من فراشك وحاول أن تفعل شيئًا آخر مُسلِّيًا، مثل قراءة كتاب، أو مشاهدة تلفزيون، أو الاستماع لشيءٍ، حتى يأتيك النعاس، ثم حاول النوم مرة أخرى، ولا تنسى أذكار النوم فهي تُساعد على جلب النوم، خاصة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، ولا تحمل مشاكل اليوم معك إلى السرير - أخي الكريم - حاول أن تتخلص من كل المشاكل قبل أن تنام.

بهذه الأشياء وبهذه الكيفية يمكن أن ينتظم النوم، وإذا انتظم النوم سوف يقلّ الخوف والتوتر والأشياء الأخرى.

وللفائدة راجع منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً