الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس النظافة وشدة الخوف، فكيف أتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 42 سنة، متزوج وأب لثلاثة أطفال، في عمر 17 سنة أصبت بالخوف بلا سبب خاصة في الليل، وبعد سنة أصبت بوسواس النظافة، واستمرت الحالة بين خفيفة وقوية، وخفت بعد الزواج.

في سنة 2010 بدأت أعراض الخوف من الأماكن المرتفعة، راجعت الطبيب النفسي، وتناولت الآتاراكس، وكنت أنام بسببه طول اليوم وأصابني الخمول.

تركت العلاج، وتوجهت لاستشاري نفساني واستمررت معه ثلاثة شهور ولم أستفد، ثم أصبت بخوف السواقة ثم الخوف من الطعام، ثم الشعور بالتعب والخمول.

قبل أسبوعين راجعت طبيبا في لندن، ووصف لي Fluoxetine 20 mg حبتين صباحا يوميا، Risperidone 2mg ليلا 3ملغ، Lorazepam 1 mg حبة أو حبتين عند الضرورة، وقد تحسنت حركتي قليلا، لكن الخوف ما زال مستمرا.

أرجوكم أريد حلا لمشكلتي، علما أني أعمل سائق باص، وأحتاج العلاج السريع للتخلص من الخوف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال رسالتك أستطيع أن أقول إنك قد مررت بما نسميه بالمراحل العصابية، فقد بدأ الأمر معك بخوف أثناء الليل، ثم بعد ذلك ظهرت هذه الوساوس التي تعاني منها، ثم المخاوف، وقد تكون بعد ذلك أصبت بشيء من عسر المزاج، فأنت ارتقيت حقيقة على السلم العصابي كما نسميه، وهذه الحالات نعتبرها ظواهر وليست أمراضا، أي أنت لست مريضا، وحتى أختصر لك الأمر أقول لك: كله يندرج تحت مسمى واحد وهو قلق المخاوف من الدرجة البسيطة.

أخي الكريم: من أهم سبل العلاج أن تندمج وتتواصل اجتماعياً، أن تبني نسيجا اجتماعيا جيدا خاصة مع الصالحين من الناس هذا مهم جداً، ويجب أن تمارس أي رياضة، الرياضة مفيدة جداً جداً وسوف تجد فيها خيراً كثيراً، وحاول أن تتجاهل هذه الأعراض، التجاهل أيضاً هو أحد العلوم الراقية جداً للتعامل سلوكياً مع القلق والمخاوف، ومن المهم أخي الكريم أن لا تقلل من شأن نفسك وأن تتذكر إيجابياتك وأن تحاول أن تنظم وقتك، احرص على صلاتك في وقتها والدعاء، وكن إنسانا مفيدا لأسرتك ولنفسك ولمجتمعك، بهذه الكيفية تتطور نفسياً.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم أنت محتاج له، وأنت بدأت العلاج قبل أسبوعين كما ذكرت، وأعتقد أن الأدوية التي أعطاها لك الأخ الدكتور جيدة خاصة الفلوكستين، أعتقد أنه هو العلاج الأساسي؛ لأن البروزاك يحسن المزاج، يحسن الدافعية، ويقلل المخاوف، وإن لم يكن هو أحسن الأدوية في علاج المخاوف، لكن إذا صبرت عليه حتى يتم البناء الكيمائي أعتقد أنك سوف تستفيد منه.

الدواء الآخر الرزبيريادول دواء مساعد، وبالنسبة لوروازبام لتحسين النوم وإزالة القلق، لكن قد لا تحتاج إليه من وجهة نظري، عموماً استمر على هذه الأدوية وأنا أتوقع في ظرف 4 أسابيع إلى 6 أسابيع سوف تحس بتحسن جيد وممتاز، وإن لم تتحسن يمكن أن تتواصل مع الطبيب ويمكن أن يغير لك الدواء، هنالك دواء يسمى سبرالكس واسمه العلمي استالبرام من الأدوية الرائعة جداً لعلاج المخاوف، لكن لا تستعجل نحو التغيير، الفلوكستين أيضاً دواء جيد كما ذكرت لك سلفاً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً