الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس أني مراقبة بكاميرا صغيرة، كيف أتجاوز هذه الفكرة؟

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.

عمري 30 سنة، كنت أعاني من وسواس النظافة لعدة سنوات، بدأ معي المرض بشكل بسيط، وازدادت معاناتي مع مرور الأيام، لكن في الآونة الأخيرة بدأت معاناتي تتلاشى مع ظهور وسواس آخر وهو الخوف من الكاميرا منذ نهاية عملي في إحدى الشركات.

علما أن في فترة عملي كنت طبيعية، لكن فور انتهائي من فترة التدريب أو فترة العمل بحوالي 5 أشهر أو أكثر بدأت أشك أني مراقبة بكاميرا صغيرة جدا، رغم أني رميت هاتفي وكل ملابسي التي كنت أعمل بها، لكني موسوسة من كاميرا المراقبة أن يلصقها أحد ما، ولا أحس بوجودها، وفور عودتي للمنزل أغسل كل شيء حتى نقودي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع.

أنا تدارست رسالتك، والوساوس القهرية كما يعرف عنها أنها يمكن أن تكون في عدة أشكال أو مكونات، هنالك الوساوس الفكرية، هنالك وساوس الأفعال، هنالك وساوس الاندفاع، وتوجد وساوس أخرى كالطقوس الوسواسية، وفي بعض الأحيان تصل الوساوس إلى درجة الشكوك أو الظنانية، وأعتقد أن هذا الذي وصلت إليه الشكوك، الاعتقاد أو الظن الشديد بأنك متابعة بكاميرا صغيرة جداً، هذا من وجهة نظري عرض مهم، وتطور مهم بالنسبة لمكون الوسواس، حين أقول عرض مهم أو مكون مهم لا أعني أنه مستحيل العلاج لا، لكن أعني أنه يتطلب العلاج بجدية وبالتزام، والعلاج الدوائي سيكون مهماً جداً في مثل هذه الحالة.

فإن كان بالإمكان أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا هذا هو الأفضل، وإن لم يكن ذلك ممكناً فأنا أقول لك أن الدواء الذي سوف يفيدك هو عقار بروزاك يضاف إليه جرعة صغيرة من دواء آخر يعرف باسم رزبيريادول، جرعة البروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين هي 20 مليجراما تبدئين بها يومياً لمدة شهر، ثم تجعلينها 40 مليجراما أي كبسولتين في اليوم، وهذه الجرعة الوسطية لعلاج الوساوس وهي جرعة جيدة ومفيدة، في بعض الأحيان نستطيع أن نرفع الجرعة حتى 80 مليجراما في اليوم، لكن نعتقد أنك لست في حاجة لمثل هذه الجرعة، استمري على جرعة الكبسولتين أي 40 مليجراما يومياً لمدة شهرين، ثم اخفضيها إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة شهرين آخرين، ثم اجعليها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أما الدواء الآخر وهو مهم للقضاء على الشكوك الظنانية، هو الرزبيريادول والجرعة هي أن تبدئي بـ 1 مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلينها 2 مليجراما ليلاً لمدة شهر، ثم 1 مليجراما ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناوله، هذه جرعة صغيرة من هذا الدواء وهو دواء مفيد وجيد.

وهذه الأدوية بصفة عامة سليمة، والآثار الجانبية للبروزاك تكاد تكون معدومة، أما بالنسبة للرزبيريادول فربما يؤدي إلى ارتفاع بسيط في هرمون الحليب والذي يسمى برولاكتين، وحين يرتفع البرولاكتين ربما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية لدى النساء، لكن بهذه الجرعة الصغيرة لا أتوقع أن يحدث لك عرض على هذه الشاكلة.

إذاً هذا هو التشخيص وهذا هو العلاج الدوائي وهو يمثل جوهر العلاج في حالتك، أما العلاجات السلوكية الأخرى فهي التجاهل، احرصي على أن تتجاهلي هذه الفكرة بقدر المستطاع، ولا تناقشيها ولا تحاوريها بقدر المستطاع، وأيضاً تصرفي انتباهك عنها بالتفكير في مواضيع أخرى، وانتباهك أيضاً يمكن أن يركز على أشياء أخرى بدل هذا الوسواس، كما أن حسن استغلال الوقت وتجنب الفراغ الذهني والزمني أيضاً يساعد كثيراً في علاج الوساوس، الحالة -إن شاء الله- بسيطة، لكن التدخل العلاجي مهم، لأن الوساوس قد تطبق على الإنسان وتشتد وتتشابك إذا لم تعالج، فأرجو أن لا تحرمي نفسك نعمة العلاج أبداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً