الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأعراض التي أعاني منها هل هي أعراض نفسية أم جسدية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوجة، وعمري 29 عاما، كنت أعاني قبل 4 سنوات من قلق ونوبات هلع واكتئاب، تناولت الأدوية النفسية، وكنت أعاني من نقص حاد في فيتامين (د)، ومن جرثومة المعدة، تعالجت وشفيت بنسبة 90٪ -ولله الحمد-.

عادت حالتي منذ 4 أشهر، ومررت بظروف الولادة، وعملية استئصال المرارة، وحالة وفاة، وظروف عائلية، كل هذه الأشياء أثرت علي نفسيًا، فعدت إلى القلق ونوبات الهلع، وسواس الموت معي في كل وقت وخاصة عند النوم، مع أعراض جسمانية، ورعشة في الجسم، وضيق في التنفس، وآلام في الصدر واليد اليسرى والظهر مقابل القلب، وأصوات في البطن.

سؤالي: الأعراض التي أعاني منها نفسية أم عضوية؟ فأنا شخصيتي قلقة جدًا، فكيف أتخلص من القلق؟ وما هو علاج وسواس الموت؟ لأنه أتعبني جدًا، وتعطلت أموري بسببه، وأفكر في تناول دواء (البروزاك)، فهل يتعارض الدواء مع حبوب منع الحمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Norah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اطلعت على رسالتك بكل اهتمام، وأؤكد لك وبصورة قاطعة وواضحة أن أعراضك هذه أعراض نفسية، لديك قلق مخاوف واضح، وقلق المخاوف تولَّدتْ عنه الأعراض الجسدية، كضيق التنفس وآلام الصدر واليد اليسرى والظهر، وكذلك الرعشة، هذا كله وليد للقلق والتوتر الداخلي تحول إلى توتر عضلي جسماني، وظهر لديك بهذه الكيفية التي ظهر فيها، ونسمّي هذه الحالات أو هذه الأعراض بالأعراض النفسوجسدية.

إن شاء الله تعالى الحالة بسيطة وليست خطيرة، ويجب أن تفكري فيها على هذا المنوال.

وسواس الموت - أيتها الفاضلة الكريمة - يُعالج من خلال أن يخاف الإنسان من الموت خوفًا شرعيًا، ويعمل لما بعد الموت، وهذا الأمر واضح وجلي، أما الخوف المرضي من الموت فيجب أن نُحقّره، والحقيقة الأبدية هي أن الموت لا مشورة ولا استشارة حوله، الموت آتٍ ولا شك في ذلك، والإنسان يسأل الله تعالى دائمًا حسن الخاتمة، وتعيشي الحياة بقوة، وتعلمي وتُدركي أن هدف وجودنا في هذه الدنيا هو أن نسعى لعبادة الله وعمارة الأرض، لذا يجب أن نكون دؤوبين ومجتهدين وحريصين أن نفيد أنفسنا والآخرين.

وأنا وجدتُّ وبصفة شخصية وعملية أن أذكار الصباح والمساء تزيل الخوف المرضي من الموت، هذه حقيقة جرَّبتها شخصيًا، وأذكار النوم على وجه الخصوص أيضًا ذات فائدة عظيمة جدًّا في هذا السياق.

عليك بممارسة أي رياضة كرياضة المشي مثلاً، وتطبيق تمارين الاسترخاء تساعد كثيرًا في الانقباضات العضلية والتوترات النفسية الداخلية. كوني إيجابية التفكير. هذا هو الذي أنصحك به.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالبروزاك دواء رائع وفاعل لكنه ليس جيدًا في علاج المخاوف، وأنت لديك مخاوف. أما بالنسبة لتعارضه مع حبوب منع الحمل من عدمه فهو لا يتعارض مع تناول حبوب منع الحمل في نفس الوقت.

عقار زولفت سيكون الأفضل، والذي يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، وهو لا يتعارض مع حبوب منع الحمل. جرعة السيرترالين هي أن تبدئي بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - تتناولينها ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعليها حبة واحدة ليلاً - أي خمسين مليجرامًا - لمدة شهرٍ، ثم تجعليها حبتين ليلاً لمدة شهرين، ثم تنقصيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، وتتوقفي عن تناول الدواء. الدواء دواء سليم وفاعل، ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام لدى بعض الناس، فإن حدث لك شيء من هذا أرجو أن تتخذي التحوطات والإجراءات التي لا تؤدي إلى زيادة الوزن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً