الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسيطر علي فكرة الخوف من الطعام خشية الموت، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة عمري ١٩ سنة، أعاني من الوسواس القهري، بدأ معي حينما كنت أحضر إحدى المحاضرات الدينية، حيث قالت المحاضِرة: الإنسان ضعيف لدرجة إذا غص بشيء يموت، ومنذ تلك اللحظة استغنيت عن الأكل تماما، لكن بعد محاولات من أمي اعتمدت على البطاطس المهروسة والشوكولاتة، والأشياء السهلة المضغ، أما الآن حالتي سيئة جدا، منذ ٣ سنوات أصبحت أعتمد على صفار البيض المسلوق، واستغينت عن البطاطس المهروسة، والأشياء السائلة -تدريجيًا-، حتى الشوكولاتة التي كنت أعشق أكلها إلى جانب أنها سهلة المضغ أصبحت لا آكلها، وأصبحت لدي حالة صعوبة البلع للأشياء السائلة كالشوربة، حيث أضغط على يدي حتى أبلعها، حتى الشعر أخاف أن يدخل فمي، وأفتح المرآة كل دقيقة للتأكد من عدم وجود شعرة في فمي، وأخاف من الغصة بالأشياء الصغيرة كالفلفل الأسود والبهارات.

أنا أصلي ولله الحمد، وواثقة من أن الذي يجري لي ابتلاء ولعله خير، فلم أكن أصلي قبل الوسواس، لكن دائما ما أقع في مواقف محرجة حينما يعرض الناس علي الأكل، فأصبحت لا أذهب إلى التجمعات العائلية، أعلم أنه ليس حلاً بل هروب، لكنني لا أستطيع فعلاً، لا أستطيع إدخال الأكل في فمي، ونسيت ذكر أنني لا آكل أمام أهلي أبدًا بل لوحدي مع أختي، فأنا أجد الأمان معها أكثر لسبب أجهله.

حالتي مع أهلي جيدة جدا، أضف إلى ما ذكرت بأنني أخاف من بقايا الطعام التي تبقى على اللسان، لهذا لا أستطيع أكل السليق مثلا؛ لأن حبيبات الرز تبقى في اللسان.

أمي أخبرتني بأن قلة الأكل تسبب ضمور عضلات الحلق، بالتالي لا أستطيع البلع جيدا، وهذا قد أخافني من تجربة أي وجبة تناسبني بعد الآن، فهل المعلومة صحيحة؟

كما أنني وبالتأكيد لا أستطيع تناول الحبوب إذا مرضت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

بالفعل هذا نوع من الوساوس القهري أو المخاوف الوسواسية، وهو نوع سخيف حقيقة، ويحتاج لعلاج، وأفضل وسيلة للعلاج هي أن تغيري طريقة تفكيرك، وأن هذه المفاهيم ليست مفاهيم صحيحة، وأن تستعيني بوالدتك مثلاً أو أحد أخواتك، أو أحد إخوانك، وتتناولي الطعام مع العائلة، لا تأكلي وحدك أبداً، ويكون هنالك اتفاق بينك وبين والدتك مثلاً أن تأكلي بنفس الطريقة التي تأكل بها والدتك أو أحد إخوانك أو أخواتك، نفس اللقمة التي تناولها أحد أفراد أسرتك تقومين أنت بتناولها في نفس الوقت، وحتى فترة مضغ الطعام وبلعه تكون على نفس المنهج ونفس المنوال.

الهدف هو أن يكون أمامك نموذج علاجي، وفي هذه الحالة هو أحد أفراد أسرتك، بهذه الكيفية أنا اعتقد أن الحالة يمكن أن تعالج، وأيضاً حاولي أن تقابلي أخصائية نفسية للمزيد من التوجيه والإرشاد، وأعتقد أنك محتاجة لتمارين استرخائية هذا أيضاً سوف يفيدك، أريدك أيضاً أن تقرئي عن النواحي التشريحية لفم الإنسان وكيفية المضغ والعضلات التي تساعدنا على مضغ الطعام وكيف يتم بلع الطعام، وما هو المريء، وما هي أقسامه، والمعدة، هذا مهم جداً، لأن الإنسان حين يدرك الشيء يستطيع أن يقتنع به، فأريدك حقيقة أن تعرضي نفسك لهذه المعلومات، هذا كله يقربك من الأكل الصحيح، ويصحح إن شاء الله تعالى لمفاهيمك.

ربما أيضاً تستفيدين من أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، لكن سوف أترك هذا الأمر للطبيب حين تقابلينه.

ما ذكرته والدتك أن قلة الأكل تسبب ضمورا في عضلات الحلق: أعتقد أن هذا الموضوع نسبي لا أعتقد أنه سوف يحدث ضمور، لكن قطعاً سوف يحدث نوع من التكاسل للعضلات بمعنى أنها قد لا تكون بالقوة المطلوبة، لأن العضلات لا تقوى إلا من خلال تحريكها وشدها وانقباضها وإطلاقها وهذا قطعاً يحدث خلال عملية المضغ، أرجو أن تبذلي جهداً كبيراً لتصحيحي مفاهيمك وتطبقي الطرق الصحيحة لتناول الطعام.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً