الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لدي علة حقيقية في القلب؟ أم هو مرض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بدأت معاناتي في سن الثامنة عشرة، حين أصبت بجلطة في الصدر، ولم يظهر سبب واضح لها، من يومها انقلبت حياتي رأسا علي عقب، وبعد علاج الجلطة أصبحت أضخّم أي أعراض أشعر بها في جسدي، مثلا الصداع يعني سكته دماغية، أي ألم في القلب يعني علة، قل إنتاجي كثيرا في عملي، وبدأت أرسب في دراستي الجامعية، وتطورت هذه المخاوف فأصبحت أخاف الموت كثيرا وأخاف من الإصابة بأي مرض، حتي بدأت أفكر في الانتحار لكن منعني خوفي من الله.

ذهبت إلى طبيب القلب الذي أجرى الفحوصات والتخطيطات الكاملة على القلب، ولم يجد سوى ارتخاء بسيط جدا في الصمام المترالي، وكتب لي دواء اندرال، تدهورت حالتي الأسبوع الماضي ودخلت غرفة الإنعاش، بسبب وصول نبضات قلبي إلى 162، فكتب لي الطبيب دواء كونكور! وعندما ذهبت لطبيب في عيادة خارجية كتب لي دواء اميدارون.

قلّت ثقتي كثيرا بالطب والأطباء، من هو على الصواب ومن على الخطأ؟ حتى لجأت إليكم لعل الله يكتب شفائي على يديكم، أفيدوني، هل لدي علة في القلب أم هو مرض نفسي أم ماذا؟ وكيف تصل نبضات قلبي إلى 162 وليس لدي مرض في القلب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس معنى حدوث تسارع نبض القلب أنك تعاني من مرض في القلب إلا بعد تأكيد ذلك بعمل تخطيط للقلب، وعمل إيكو، وفحص الإنزيمات، ومتابعة الحالة مع طبيب أمراض القلب، وأغلب الظن أن تسارع نبض القلب لديك -خصوصا وأنت صغير في السن- بسبب حالة الفوبيا والهلع التي تصيبك بسبب إصابتك بالجلطة في السابق، وبسبب الخوف من الأمراض، ودواء كونكور يهدئ من نبض القلب فلا بأس من تناوله.

حالة الفوبيا المرضية معروفة في الطب النفسي، ويصاحب تسارع النبض احمرار في الجلد، ورعشة شديدة، والتعرق، وآلام في مفاصل الجسم المختلفة، ويحدث دوار وشعور بالغثيان وضيق التنفس، مع ألم واضطرابات في المعدة، وما يصاحب ذلك من ميول انتحارية وفقدان الثقة في الآخر.

علاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيّف مع المرض، مثل الاسترخاء والهدوء ذهنياً وجسدياً بدلاً من الذعر والخوف، وهناك نوع من العلاج يسمى العلاج المعرفي، من خلال معرفة سبب الأعراض التي تعاني منها، وكيفية التكيف معها، وبالتالي من المهم متابعة حالتك مع طبيب نفسي لعمل بعض جلسات التحليل النفسي والعلاج المعرفي.

العلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا من خلال تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب ومن بينها escitalopram أو (Cipralex) ويتم تناول جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم العودة إلى جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله، وسوف يمن الله عليك بالشفاء، ولكن من الأفضل المتابعة مع الطبيب النفسي، مع تلك الأدوية لمدة لا تقل عن عام حتى تعطي نتائج جيدة.

مع ضرورة فحص فيتامين B12، وفحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين D، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع ضرورة المصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، خصوصا المشي، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد

    اذا لم تكن تعاني من عيوب خلقية في القلب


    فاعمل فحص للغدة الدرقية وفيتامين د

    فقد تكون هي السبب في حدوث الجلطة والمشاكل القلبية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً