الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بقرب أجلي وأتوقع الموت في أي لحظة، فكيف أتخلص من الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 21 سنة، بدأت مشكلتي بعد يومين من وفاة صديق لي بحادث سير، حيث صليت العصر والمغرب بعد انتهائي من الدرس، وفجأة أحسست بدوخة وفشل في جسدي، وفي نفس الوقت أحسست كأنه الموت، وتذكرت أنه يقال أن الإنسان يشعر بقرب موته قبل 40 يوما، فهل هذا صحيح؟

قمت بقياس الضغط والتوتر، وكانت النتيجة طبيعية، إلا أن دقات القلب كانت مرتفعة قليلا في بداية الحالة.

كما أني أصبحت محافظا على الصلاة، وأقلعت عن التدخين وكل الأشياء المخالفة لديننا منذ أن بدأت المشكل، وأصبحت أشعر كأنني في أيامي الأخيرة وسأموت وأدفن في قبري لوحدي، فيزداد خوفي، وتتسارع ضربات قلبي، وأصبحت دائم الصمت، ولم أعد أضحك كما كنت من قبل، وحياتي تغيرت رأسا على عقب، وهذا الإحساس والشعور الدائم بأنني سأموت قريبا لا يفارقني، فهل هو حقا وسواس كما قالوا لي أم حقيقة؟ أم هي حالة مرضية؟ فقد تعبت كثيرا، وصرت أرى كل شيء على أنه علامة من الله تؤكد لي بأن هذا الإحساس حقيقي، كما أشعر بضغط في أنفي في الأيام الخمسة الأخيرة مما زاد قلقي.

أرجو منكم الرد السريع لحالتي، فقد عانيت بشدة لمدة 15 يوما، ولا أزال أعاني، وشكرا جزيلا على موقعكم الرائع والمفيد جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو رهاب الموت أو فوبيا الموت أو الخوف من الموت، وطبعاً واضح أنها نتيجة لوفاة صديقك فجاءة وبحادثة سير، فلذلك اصابك رهاب الموت وصرت كما ذكرت كل ما ذكر اسم الموت تخاف وترتعد.

أخي الكريم: لا يوجد شخص يعرف موعد موته، وكل هذه الأشياء لا سند لها أن الشخص يعرف موته قبل 40 يوما أو أسبوعا، أو يشعر بموته، كل هذه الأشياء لا سند لها، لا هذا علم الغيب ولا أحد يدري متى يموت ولا أين يموت.

بما هذا الشيء صار يزعجك الآن وسبب لك ضيقاً فهو أصبح حالة مرضية، ويحتاج إلى تدخل، والتدخل قد يكون تدخلا نفسيا بالعلاج النفسي، وبالذات الاسترخاء، أو دوائيا بالأدوية، -والحمد لله- أنك صرت مواظباً على الصلاة، وتركت التدخين، وأنصحك أيضاً بالرياضة، فالرياضة مهمة، وبالذات رياضة المشي نصف ساعة كل يوم تؤدي إلى الاسترخاء، وقد يكون العلاج النفسي كافياً لك، وبالذات الاسترخاء، الاسترخاء العضلي والاسترخاء عن طريق التنفس.

ربما تحتاج لبعض الأدوية مثل: السبرالكس مثلاً 10 مليجرام نصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، فهو يعالج رهاب الموت، وهذا القلق والتوتر الذي تعاني منه، وتحتاج إلى 6 أسابيع للتحسن، وبعدها عليك بالاستمرار فيه لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم اسحبه بالتدريج بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تماماً.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً