الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عانيت من الأرق واضطرابات في النوم، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاي عمري 29 عاما، في البداية كنت أعاني بدرجة كبيرة من اضطرابات في النوم -أحلام مزعجة جداً- و حينما أصحو تكون إحدى يديّ فيها تنميل، وأكون قبل الصحوة في حالة شلل لعدة ثوان، وكذلك أثناء النوم، وكذلك اختناق في النوم، وفقدان التنفس لعدة ثوان ) ولهذا أكره الذهاب إلى النوم.

ذهبت لطبيب النفسي فصرف لي (فيكسال 57 ودجوماتيل 50) فذهبت اضطرابات النوم بدرجة كبيرة وخف القلق و التوتر نوعًا ما بعد استخدامها لأربعة أشهر.

لكن هناك شعور متعبني كثيراً فذهبت لطبيب المشهور عبدالله السبيعي المستشار وقلت له: ( أشعر أنني في حلم، وأنني في غير الواقع، وأنني قد أصبت بالجنون، وكذلك لا أشعر بما حولي من الناس وأنهم وهم، وكل شيء حولي ليس طبيعيًا، ولا أشعر بنفسي، وأخاف أنني أتصرف تصرفًا خارجا عن إرادتي كالخروج عاريًا أو أنني أتصرف بشي دون الشعور بنفسي، وأن الناس تنظر إليَّ على أنني مجنون، وأصبحت معتكفًا في فراشي بسبب هذا الشعور، لا أُريد الخروج لكي لا أنظر إلى ما حولي من تغيرات وأحاسيس مزعجة، لا أدري كيف أصف هذا الشعور، لكنه شعور مزعج جداً ومتعب ).

كذلك أصبحت منطويًا عن أهلي، وحينما أحاول أن أجلس معهم لا أستطيع بسبب كمية الحزن التي بي، والخوف وعدم الراحة، وصار عندي كثير من التفكير الذي يحزنني ويزرع الخوف فيّ، ويجعلني أشعر بالبكاء، وكذلك لا أنظر إلى نفسي في المراية خشية أن تتحدث صورتي لي، هذا الشعور سبب لي الحزن والضيق والعبرة والرغبة في البكاء وفقدان الراحة النفسية.

صرف لي الدكتور باروكسات لمدة شهرين تناولتها حبة واحد فلم تتحسن حالتي، فرجعت بعد شهرين للدكتور فقال لي ارفع الجرعة لنصف حبة أربعة أيام، ثم حبتين لمدة شهر إذا لم تتحسن الحالة قال لي ارفع الجرعة إلى حبتين ونصف لمدة أربعة أيام، ثم ثلاث حبات حتى وقت المراجعة، وإن لم تتحسن الحالة على هذا الدواء قال الدكتور إنه سوف يغير العلاج.

هل البروكسات يناسبني أم أغير العلاج إلى دواء آخر؛ لأنني لم أشعر بالتحسن مع الدواء، فهل الحالة هذه سهلة العلاج أم صعبة؟ وهل لها دواء أفضل من البروكسات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالة اضطرابات النوم التي تعاني منها هي معروفة، ظاهرة الشلل النومي، وظاهرة الشعور بالاختناق، وشيء من الكوابيس، وهي ليست خطيرة، لكنها فعلاً مُزعجة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإجهاد النفسي أو الجسدي، لذا نحن ندعو كل الذين يُعانون من هذه الحالة أن يكونوا في حالة استرخاء - خاصة في فترات المساء – ويتجنّبوا الضغوط النفسية بقدر المستطاع، وكذلك الإجهاد الجسدي.

ممارسة الرياضة وجد أنها مفيدة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، كما أن تجنُّب وجبات العشاء الثقيلة والمتأخرة له فائدة كبيرة جدًّا لعلاج هذا النوع من الاضطراب أو الظاهرة النومية، كما أن أذكار النوم عظيمة جدًّا وتُساعد كثيرًا في التخلص من هذه الحالات.

شكواك الأخرى – وهي حالة عدم الارتباط بالواقع أو التغرُّب الذي تحسّ به – هذه حالة معروفة، وهي تندرج تحت (اضطراب الأنّية)، والذي لاحظتُه أيضًا أنه لديك شيء من الفكر الوسواسي، هنالك قلق مخاوف وسواسية.

قولك إنك لا تنظر في المرآة خشية أن تتحدَّث صورتك إليك: هذا تفكير وسواسي، وكثير من الذين يُعانون من القلق واضطراب الأنّية تجده عنده شيء من المخاوف والوساوس.

ذهابك للدكتور عبد الله السبيعي قرار سليم، فالدكتور عبد الله طبيب بارع ومقتدر ولا شك في ذلك، وما نصحك به أرجو أن تتبعه.

الزيروكسات دواء ممتاز، وستين مليجرام – أو ثلاث حبات – في اليوم هي الجرعة القصوى، لكن يجب أن تُدعمه بما ذكرته لك: تجنب الإجهاد النفسي والجسدي، وممارسة الرياضة، وتطبيق بعض التمارين الاسترخائية، وأنا متأكد أنك حين ترجع إلى الدكتور عبد الله سوف يُدرِّبك، أو يطلب من الاختصاصي النفسي أن يقوم بتدريبك على هذه التمارين.

في بعض الأحيان تناول جرعة صغيرة من عقار (زاناكس) والذي يُسمى علميًا (ألبرازولام) تُفيد في علاج حالات التغرُّب عن الذات، لكن يُعاب على الزاناكس أنه قد يؤدي إلى التعوّد والإدمان، ولذا لا ننصح باستعماله أبدًا إلَّا في نطاق ضيق ولمدة محدودة جدًّا وبجرعاتٍ صغيرة.

خلاصة الأمر: استمر على الباروكسات حتى تقابل الدكتور عبد الله، وأسألُ الله تعالى أن ينفعك به، وإذا طبَّقتَ ما ذكرته لك من إرشاداتٍ قطعًا - مع الانتظام على الدواء – سوف تحسّ إن شاء الله تعالى بأن هناك تحسُّنا مطردا في حالتك.

الحالة ليست صعبة أبدًا، وهي تُعالج دوائيًا، والباروكسات من أفضل الأدوية، لكن أيضًا الجوانب السلوكية والاجتماعية مهمَّة جدًّا في علاج هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً