الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف عند مواجهة الناس، فما العلاج؟

السؤال

قلق من بعض المواقف، قلق من مواجهة الناس في بعض الأحيان، الإحساس بضربات القلب، رعشة في اليدين، تعرق في الأطراف رعشة في الأرجل، والشعور بأنها لا تسطيع أن تحملني، الخوف مثلا من إمامة الناس في الصلاة مع الأعراض السابقة!

الخوف مثلا بتذكير الناس أثناء السفر بدعاء السفر، عند الحديث أمام مجموعة من الناس تحدث نفس المشكلة والأعراض السابقة.

أخذت سيروكسات سي آر لمدة 9 أشهر بالجرعات المحددة من قبل طبيبي الخاص ولم أجد أي نتيجة.

أرجو أن تعطوني حلا آخر، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي بالفعل لديك هو قلق مخاوف، وهذا نسميه بالخوف الاجتماعي، وهو ليس جبنًا أو ضعفًا في شخصيتك، أو ضعفًا في إيمانك، هو نوع من الخوف المكتسب، ربما تكون اكتسبته في أثناء الطفولة مثلاً، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد من خلال التعليم المضاد.

فيا أخي الكريم: حقّر فكرة الخوف، هذا مهم جدًّا.

ثانيًا: أريدك أن تُدرك أن الإحساس الشديد بضربات القلب ورعشة اليدين والتعرُّق، هذه مشاعر كلُّها مبالغ فيها، هي موجودة لكن ليست بهذا الكمِّ والكيف الذي تحسّه أنت، هي أقلَّ كثيرًا. والشعور أنك ربما تسقط في الأرض أو شيء من هذا القبيل: هذا شعور زائف ولن يحدث لك مكروه أبدًا. فصحِّح مفهومك، وأرجو أن تفكّر دائمًا أنك لست بأقلَّ من الآخرين، وما دام الله قد حباك بخاصِّية أن يُقدِّمك الناس لأن تُصلِّي بهم، هذا موقف يجب أن ترتقي وترتفع إلى مقامه، بأن تُحسن الظنَّ في الله تعالى أولًا، ثم في مقدراتك.

أريدك أن تمارس رياضة جماعية كرياضة كرة القدم مثلاً.

كن دائمًا شخصًا مثابرًا وموجودًا في المناسبات الاجتماعية أيًّا كانت.

ابنِ لنفسك صداقات وتواصل اجتماعي إيجابي، فهذا سوف يفيدك كثيرًا أخي الكريم.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأنا أقول لك هذه المرة تناول (سيرترالين)، هذا اسمه العلمي، ويُسمَّى (لسترال)، ويوجد منتج تجاري مصري يُسمَّى (مودابكس)، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً، استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة مائة مليجرام – أي حبتين – وتناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك انتقل للجرعة الوقائية، بأن تخفض الجرعة وتجعلها حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم توقف تدريجيًا من الدواء بأن تجعل الجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – ليلاً لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيرترالين دواء رائع، وسوف يفيدك كثيرًا -إن شاء الله تعالى-، بشرط أن تبذل من جانبك الجهد السلوكي والنفسي الذي يقوم على مبدأ المواجهة دون الخوف أو الوجل.

وهنالك دواء تدعيمي آخر بسيط جدًّا، سوف يقضي تمامًا على الرعشة وتسارع ضربات القلب، الدواء يُعرف تجاريًا باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول)، أريدك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله. هو دواء بسيط جدًّا، وسيكون داعمًا للسيرترالين.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً