الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من رهاب وضعف جنسي، فهل هناك دواء واحد يقوم بعلاج ما أعانيه؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكر موقعكم الاستشاري الجميل، والشكر موصول للقائمين على الموقع، كما أنني فخور جدا بطرحكم العلمي المبني على الحقائق العلمية التي نثق فيها، وهذا إن دل فإنما يدل على متابعتكم المستمرة لكل ما هو جديد في عالم الطب.

أعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد، وهو (وراثي) منذ الصغر، وكنت أفشل في دراستي وحياتي المهنية لولا فضل الله سبحانه وتعالى بأن منّ عليّ بتناول دواء الزيروكسات بواقع (20) جرام، ودواء الأندرال بواقع (20) جرام يوميا، وأنا أتناول هذا الدواء منذ حوالي 17 سنة تقريبا، وأذهب إلى أي مكان، وأشارك في جميع الفعاليات الإعلامية والثقافية، كما أنني مع الدواء قد أكون أفضل حتى من الأصحاء أنفسهم إلا أنه يؤدي إلى ضعف الرغبة الجنسية والانتصاب معا.

وقبل ثلاث سنوات تقريبا بدأت تزيد الحالة (ضعف في الرغبة الجنسية والانتصاب)، وعمري الآن 31 عاما، فما هي الطريقة التي أستطيع من خلالها التغلب على الحالة، علما بأن الأدوية ممتازة وفعالة؟ وهل له تأثير مستقبلي؟

لدي ثلاثة أولاد، واحد منهم يعاني من الرهاب، وعمره خمس سنوات، أما البقية فهم بصحة تامة ولله الحمد، وأحاول دائما تشجيع الابن المصاب وتحفيزه وتعريضه للمواقف المختلفة في المنزل والمدرسة إلا أنه في بعض الأحيان من شدة الخوف يرفض المشاركة والحديث أمام الطلبة، ويخاف المعلمات، وفي بعض الأحيان يشارك، ولكن تظهر عليه علامات الخوف والرجفة؟ فهل يمكن إعطاءه أدوية للتخفيف من الأعراض؟ وما هو العمر المناسب لتناول تلك الأدوية؟

في الغالب يتم استخدم دواء الزيروكسات لعلاج الرهاب الاجتماعي، وهو دواء فعال يقوم بخفض مستويات دقات القلب إلى مستوياتها الطبيعية لكن تبقى بعض الأعراض مثل: احمرار الوجه، والتلعثم، وارتجاف الأطراف، بحيث يجب عليك تناول دواء آخر مثل اندرال بجانب الزيروكسات.

السؤال: هل هنالك نوع واحد فقط من الأدوية يمكن أن يقوم بهذه المهام جميعها دون الحاجة إلى استخدام نوعين من الأدوية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alayham حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، ونحن سعداء أن حالتك متحسنة وجيدة.

أخي الكريم: بالنسبة للأداء الجنسي: الجانب النفسي قد يكون سبباً في ضعف الرغبة، أو الخوف من الفشل في الممارسة الجنسية قد يضعف الرغبة أيضاً، وقطعاً نحن لا ننكر أبداً أن الزيروكسات في بعض الأحيان قد يؤدي إلى ضعف في الرغبة الجنسية، هذا يحدث لعدد قليل من الناس، وأنا أقترح عليك أن تجري بعض الفحوصات الطبية، حيث أنك قد استعملت هذا الدواء لفترة طويلة، فاذهب إلى الطبيب لتقوم بقياس مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك مستوى هرمون الذكورة، لأنه في حالات نادرة قد يؤدي الزيروكسات إلى تخفيف في هرمون الذكورة ويكون هذا السبب في ضعف الرغبة الجنسية.

أرجو أن لا تنزعج من كلامي فهذه حقيقة علمية، وددنا أن نذكرها لك، وإن اتضح أنه لديك أي ضعف في المكون الهرموني الذكوري فهذا علاجه سهل جداً.

في حالة التفكير في بديل للزيروكسات بالرغم أنك قد استعملته لسنوات طويلة، وهذا قد يجعلك تتردد جداً في استبدال الدواء، فأنا أقول لك عقار فافرين بديل جيد لأنه لا يسبب أي ضعف في الرغبة الجنسية، لكن أرجو أن تتأكد أولاً من موضوع هرمون الذكورة، وفي ذات الوقت لا تراقب أداءك الجنسي، وحاول أن تعيش حياة صحية من خلال ممارسة الرياضة، والنوم المبكر، والتنظيم الغذائي هذ مفيد جداً.

بالنسبة لموضوع تناول دواء واحد لعلاج الرهاب وليس دواءين: لا يوجد دواء واحد حقيقة يؤدي وظيفة التحكم في الجهاز السمبثاوي؛ لأن تسارع ضربات القلب واحمرار الوجه والتلعثم وخلافه هذا ينتج من نشاط زائد في الجهاز العصبي السمبثاوي، وهذا لا يتم التحكم فيه إلا من خلال مواد كوابح البيتا ويعتبر الاندرال هو أهم دواء في هذه المجموعة.

أما وظيفة الزيروكسات: فهي تنظيم المواد العصبية الدماغية، والتي يأتي على رأسها مادة السيرتوني، والذي يعتقد أن اضطرابها هو الذي يؤدي إلى المكون النفسي للخوف أو الرهاب الاجتماعي، أما المكون الجسدي فهو من إنتاج الجهاز العصبي اللإرادي كما شرحت لك، فاستعمال الدوائين مهم للذين لديهم أعراض نفسوجسدية واضحة مرتبطة بالرهاب.

بالنسبة لهذا الابن والذي عمره خمس سنوات:
قطعاً لا ننصح باستعمال أي دواء في حالته، ويجب أن لا نعتبره يعاني من رهاب حقيقي في هذه الفترة، الأطفال في مثل عمره قد يكون لديهم شيئا من التردد وعدم الإقدام، وهنالك ما يسمى أيضاً بقلق الفراق، يعني الطفل قد يكون ملتصقاً بوالدته مثلاً أكثر مما يجب، ويحس بأمان البيت دائماً، ولا يحس بالأمان خارج المنزل.

وهنا يكون العلاج عن طريق: كما تفضلت التشجيع والتحفيز، وأن نجعل الطفل يعتمد على نفسه بعض الشيء، وهذه العلاجات الأساسية في مثل هذه الحالات، لكن قطعاً استعمال الدواء أمر لا نشجعه، ولا ننصح به أبداً، والعمر المناسب هو ما فوق 12 عاما، ويجب أن يكون تحت الإشراف الطبي المباشر إذا احتاج له الطفل.

ويا –أخي- دعنا لا نكون متشائمين، هذا الابن -حفظه الله- ليس من الضروري أبداً أن يستعمل أي دواء، نلجأ للأساليب السلوكية التي تحدثت عنها سلفاً وأنت مدرك لها، وأود أن أضيف أن طريقة النجوم طريقة ناجحة جداً إذا طبقت بالصورة الصحيحة، تستعمل كوسيلة لمكافأة الطفل، فأرجو أن ترتب هذا الأمر مع والدته وتطبقوا هذه الطريقة التحفيزية بصورة صحيحة وبكل صرامة، وإن شاء الله تعالى سوف يكون عائدها التحفيزي والتربوي والتشجيعي للطفل كبير جداً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً