الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أفكار وسواسية وأخشى أن تتحول حالتي للفصام.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وفقكم الله وسدد خطاكم، وجمعنا وإياكم في الجنة.
عمري 34 سنة، وكنت أعاني من خوف ورهاب من الأماكن المغلقة والبعيدة منذ 10 سنوات، أخذت 20 مل سبرالكس و300 مل فافيرين، وتحسنت كثيرا والحمد لله.

توقفت عن الدواء قبل 4 سنوات، ولكن عادت لي الأفكار الوسواسية في الخوف، وبدأت حتى أفكر أنه ماذا لو بدأت أخاف الناس، وأخاف البنيان والشوارع والسيارات ...إلخ، وذلك ولّد عندي حالة من القلق الشديد عند الخروج من المنزل، أخذت ريسبيردال أو ريسبيردون ولكن زاد الأمر سوءا جدا جدا جدا، ثم ذهبت إلى دكتور آخر، وأعطاني 100 مل انافرانيل، وتحسنت بنسبة 80 % مع العلم أن الأفكار تأتي أحيانا، فهل حالتي تؤدي إلى فصام؟ حيث قال لي أحد الدكاترة تواصلت معه على الإنترنت أن حالتي قد تؤدي إلى فصام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رهاب الأماكن المغلقة أو البعيدة من الاضطرابات المعروفة، وعلاجه دائمًا بأدوية الـ (SSRIS) وبالعلاج السلوكي المعرفي.

السبرالكس والفافرين هي من أدوية الـ SSRIS، ولذلك تحسَّنت عليها. أما الرزبريادون أو الرزبرياد فهو مضاد للذهان في المقام الأول، ويُعطى بجرعات صغيرة للوسواس الذي لا يستجيب للـ SSRIS، وليس للرهاب، لا مكان للرزبريادون - أخي الكريم - في علاج رهاب الأماكن المغلقة أو البعيدة.

الأنفرانيل أيضًا من الأدوية المفيدة في علاج الوسواس وعلاج الرهاب، والحمد لله تحسَّنت عليه، ولذلك أنصحك بإضافة مكوّن نفسي مع الأنفرانيل، حتى ترتفع نسبة التحسُّن إلى مائة بالمائة، وحتى لا تعود الأعراض عند التوقف من الأنفرانيل.

أما بخصوص أن يتطور هذا المرض إلى فصام فهذا غير وارد على الإطلاق، لا علاقة - أخي الكريم - بمرض الرهاب والفصام، الفصام مرض ذهاني له أعراض معينة ومسار معيَّن، وما تعاني منه ليس له علاقة إطلاقًا بالفصام.

الشيء الآخر - أخي الكريم -: دائمًا أرجو التريث والتأكد في طلب الاستشارات من الإنترنت، ليس كل مَن يُستشار في الشبكة العنكبوتية هو عالِم أو مختص في مجاله، يجب التحرِّي من هذا، ويجب دائمًا محاولة الاتصال بالمواقع العلمية التي لها مرجعية ثابتة ومُحددة، وإمَّا أن تكون مرتبطة بمؤسسات علمية أو مرتبطة بمؤسسات حكومية، لأنها تكون مرجعيتها ثابتة وليس هدفها الربح أو الدعاية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً