الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الملتزم ليس معصوما من الخطأ.. فما الفرق بينه وبين غير الملتزم؟

السؤال

السلام عليكم

لا أفقه كثيرا معنى الالتزام، أقصد أنا أفهم أنه يعني أن يلتزم المرء بكلام الله، ثم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ثم العلماء، لكن الملتزم ليس معصوما من الخطأ، والغلط لا بد منه، إذًا ما الفرق بينه وبين غير الملتزم؟  

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الالتزام: مصطلح معاصر يقصد به الاستقامة على دين الله ظاهرا وباطنا بفعل الواجبات والمستحبات، والابتعاد عن المحرمات والمكروهات.

ولا يعني أن الملتزم معصوم من الخطأ والتقصير، ولكنه محافظ على دينه مهتم بتنفيذ أوامر ربه ومتبع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وظاهر عليه الاستقامة واتباع السنة في ملبسه وهيئته وتعامله وسائر جوانب حياته، ومبتعدا عن المعاصي الظاهرة والباطنة قدر الاستطاعة، وإن قصر أو أخطأ سارع إلى التوبة والاستغفار والندم، وهذا هو السابق بالخيرات.

وغيره قد يكون محافظا على الفرائض والواجبات مبتعدا عن الكبائر والمحرمات، لكنه مقصر في السنن والمستحبات، فهذا على خير وطاعة، وهو المقتصد، ولكن الأول أحسن دينا واستقامة منه.

والثالث يقصر في بعض الطاعات ويقع في بعض المحرمات، وهذا أدناهم منزلة ورتبة، وهذا هو الظالم لنفسه، قال سبحانه: ﴿ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبيرُ﴾.[فاطر: 32]، والثلاثة الأصناف كلها موعودة بالجنة، لكن على تفاوت ببنها في الدرجات.

فعلى المسلم أن يكون من المسارعين إلى الطاعة، ويختار أفضل الأوصاف وأحسن الدرجات، ويكون صاحب همة عالية لطلب الآخرة، ولا يكتفي بالنجاة من النار فقط.

وفقنا الله وإياك للمسارعة إلى الطاعات والفوز بأعلى الدرجات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً