الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهموم والأحزان تستحوذ عليّ، فكيف أرجع طبيعيًا كما كنت؟

السؤال

السلام عليكم

يا أحبائي في الله: أنا شاب، أبلغ من العمر ١٦ عاما، من المغرب، وقد تعرضت لمشكلة أزعجتني كثيرا، وذلك بسبب تأخري في الدراسة بسبب المرض.

بدأت هذه الحالة حين مرضت بالحمى، وبعد أيام لم أعد أشعر بجسدي، ولا حتى الألم وكأني شبه ميت، وبعد مرور أسبوع لم تبق هذه الحالة، ولكن نقص تركيزي وبدأت الهموم والأحزان تستحوذ عليّ، وأشعر أيضا بالاكتئاب واستسلمت ولم أعد أستطيع أن أدرس؛ لأنه ليس لدي تركيز، وأعيش مع امرأة بخيلة، وبسبب هذا تركت صلاتي وابتعدت عن الله، والذي كنت أحبه، وبدأت بالمعاصي والذنوب.

أرجوكم ساعدوني، لا أستطيع أن أبقى هكذا! أريد أن أرجع كما كنت!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح شأنك.

وما يمكن أن ننصحك به:

بداية نحمد لله تعالى الذي عافاك من مرضك، ومنّ عليك بالشفاء، وعليك أن تشكر هذه النعمة، وذلك بالعمل على طاعة الله ومراقبته في السر والعلن، ولا ينبغي لك أن تقابل نعمة الله بالعافية التي أعطاك الله إياها بالذنوب والمعاصي، فإن المعاصي والذنوب سبب لزوال النعم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }[ ابراهيم آية 7]، ثم اعلم أن الابتلاء الذي حصل لك من ضعف التركيز أو الشعور بالاكتئاب، فعليك بداية أن تعلم أن ما من داء إلا وله دواء، والشفاء بيد الله تعالى، وما عليك سوى بذل الأسباب المشروعة للتداوي من هذا المرض، ومن تلك الأسباب كثرة الدعاء والتضرع إلى الله، وكثرة الاستغفار والذكر وقول لا حول ولا قوة الا بالله.

ومن الأسباب أن تعرض نفسك على طبيب مختص في الأمراض النفسية، ومن الأسباب أيضا عليك بقراءة الرقية الشرعية من المداومة على قراءة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات، وبإذن الله تعالى يفرج الله عليك وأبشر بخير.

لا ينبغي أخي الكريم الاستسلام للمرض وترك الدراسة؛ لأن هذا نوع من التشاؤم ومن القنوط من رحمة الله تعالى، فالله لطيف رحيم بعباده، فإذا لجأت إليه مقبلا على طاعته فرج عنك، وأنت ما زلت في مقتبل العمر، ولا ينبغي أن يدب اليأس إلى قلبك، بل عليك أن تستعين بالله تعالى، وتكثر من ذكره، وسترى تغير حالك...

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً