الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بثقل كبير في رأسي وغثيان وزغللة واضطراب في الجهاز الهضمي!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 24 سنة، وأرجو منكم سماعي بكل رحابة صدر أشتكي من مدة طويلة بعد إصابتي بصدمة لم أكن أتوقعها من كثير من الناس وسوء الظن بجميع الناس، وكل يوم تزداد حالتي سوءً وتعبا نفسيا شديدا، وبعد ذلك أصبت بنوبة هلع وخوف من الأمراض والموت، وأصبت بالدوار الشديد والغثيان، ومنذ عام ذهبت لطبيب عام وطبيب أمراض الصدر بسبب ضيق التنفس وخفقان القلب، وأكدوا لي بعد التخطيط أن الجهاز التنفسي لا يوجد به أي شيء ودائما حالتي تزداد سوءً، أصبحت عصبيا كثيرا، ولا أريد التكلم مع أي إنسان، وكأن الموت يحيط بي من كل جهة صدقوني، أتمنى يوما واحدا أكون سعيدا فيه، دائما أدعو إلى الله أن يغير حالي، ولكن دون جدوى –والله- تعبت كثيرا لم يعد لدي طعم لأي شيء.

منذ عامين وأنا على هذا الحال، وهذه الأيام أصبحت أشعر بثقل كبير في رأسي وغثيان وزغللة واضطراب في الجهاز الهضمي تقيؤ وضيق كبير حتى لا أستطيع الحركة، وأخشى أن يكون نوعا من السرطانات، أو ورما في الدماغ، وأخاف زيارة الطبيب، فأرجوكم ساعدوني، وشخصوا حالتي وانصحوني ماذا أفعل؟ وما سبب الثقل الذي في رأسي، وعدم الارتياح والانزعاج من كل شيء؟ ودائما كثير التنهد!

هل هذه أعراض أمراض عضوية أو نفسية؟ أرجو أن تتفهموا حالتي، وتساعدوني، وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لم تذكر نوع الصدمة التي حصلت لك؛ لأن هذا شيء مهم، ونوع الصدمة وبعد ذلك كيفية تعاملك معها أو كيفية تقبلك لها قد تلعب دورا فيما حصل معك من أعراض، وهذه الأعراض التي ذكرتها يا أخي الكريم وإن كانت في مجملها أعراض نفسية من خوف من الموت والخوف من الأمراض والاكتئاب، ولكن أيضاً الأعراض العضوية التي ذكرتها منشأها نفسي، وتنم أو تدل على القلق والتوتر.

وكما ذكرت لك قد تكون لها ارتباط بالصدمة التي حصلت معك ولم تكن تتوقعها كما ذكرت، وهنا العلاج يكون يا أخي الكريم علاجا نفسيا محض، بالجلسات النفسية التي قد تأخذ وقتاً يقودك المعالج النفسي من خلال الدعم المستمر إلى أن تصل إلى حلول ذاتية، أو على الأقل تتعايش، أو تتقبل ما حصل لك، وهذا يساعد كثيراً في إن لم يكن زوال الأعراض التي تشكو منها، والتي ذكرت أنه لا يمر يوم إلا وأنت تعاني، فقد يؤدي إلى تخفيفها بدرجة كبيرة، وأن تعيش حياة طبيعية، بقدر المستطاع بطريقة طبيعية.

فإذاً أنت لا تعاني من سرطان يا أخي الكريم، كل هذه مخاوف مرضيه وقلق، تعاون وحاول أن تتواصل مع معالج نفسي لعمل هذه الجلسات التي ذكرتها لك، -وإن شاء الله- تتحسن هذه الأعراض وتعود إلى حالتك الطبيعية.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً