الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب موت قرابة وأصدقاء لي أصابني وسواس الموت.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة بعمري 27 سنة، عانيت فترة من صدمات متتالية، وفاة زوج أختي، ثم جنيني بالشهر الثامن، وبعد ذلك صديقتي، رحمهم الله جميعاً.

بعدها بدأ عندي وسواس الموت، وأرهقني الوسواس، أقوم وأنام وأنا أفكر أني سأموت، فأرجو منكم -بعد الله- إرشادي للطريق الصحيح، أنا لا أعمل وأغلب وقتي في فراغ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لمواتكم ومواتنا وموتى المسلمين جميعاً.

الذي حدث لك من ابتلاءات هي جزء من حياة الناس، أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لهؤلاء الموتى، وإن شاء الله تعالى، الذي عند الله خير لهم، وموضوع الخوف والوسوسة حول الموت ومآلاته أمر شائع بين الناس، والضعف البشري قطعاً يلعب دوراً في ذلك، ومن لا يقول إن الموت مخيف أعتقد أنه مخطئ، لكن الخوف من الموت يجب أن يكون خوفاً شرعياً وليس خوفاً مرضياً.

الخوف الشرعي يقوم على مبدأ القناعة التامة بأن الموت آت لا شك فيه، وأن يعمل الإنسان في دنياه بقوة ليعيش حياة طيبة وممتازة، ويعمل لآخرته في ذات الوقت، ويسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يحسن خاتمته.

إن سؤال العافية دائماً أمر ممتاز، أمر مطلوب، وما سأل عبد أفضل من العافية، ونسأل الله تعالى لنا ولكم العافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة.

أيتها الفاضلة: أنت محتاجة إلى أن تديري حياتك بصورة إيجابية، هذه المخاوف والوساوس يتم إزاحتها من خلال ملئ الفراغ وحسن التواصل الاجتماعي، والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والدعاء، والاجتهاد في أعمال البيت، والواجبات الزوجية.

كذلك القراءة، والاطلاع، والتدبر الإيجابي، هذا كله علاج وعلاج مهم جداً، فاجعلي هذا هو المسلك.

أقول لك: إن الرياضة أيضاً مفيدة جداً، وكذلك التمارين الاسترخائية، الصحبة الطيبة، يا حبذا لو مثلاً ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هنالك يوجد دعم نفسي كبير جداً، والالتقاء بالدارسات والطالبات فيه خير كثير جداً للإنسان، وذلك بجانب تدارس القرآن، وهو أعلى درجات الذكر.

أنت ذكرت أن وقتك في فراغ، وهذه إشكالية، لذا أنا حاولت أن أوجهك حقيقة للسبل والطرق التي يمكن من خلالها حسن إدارة الوقت وهي متاحة.

لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، وإن اشتد عليك الأمر -لا قدر الله- يمكن أن تذهبي إلى الطبيب ليصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف، وعقار مثل سبرالكس بسيط وسليم جداً، لكن أكرر لا أراك في حاجة إليه في هذه المرحلة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً