الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتقرب إلى الله، وأتأكد من الحاسد؟

السؤال

السلام عليكم

أشعر أنني بعيد عن الله، فما سبب هذا، وكيف أعالجه؟

كما أنني أشك في شخص حسدني، فكيف أتأكد؟ وماذا أفعل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنك إذا كنت تشعر بالبعد عن الله تعالى فهذه علامة على أن لديك قلبا يحمل الخير، وتتمنى أن تغير من حالك فأبشر بخير.

أما ما هي أسباب بعدك عن الله وعلاجك: فاعلم أن مظاهر البعد عن الله الوقوع في المعاصي، وارتكاب المحرمات، وقسوة القلب فلا يتأثر عند المواعظ وعند قراءة القرآن، والتقصير وعدم إتقان العبادات، والتكاسل عنها، ومن المظاهر ضيق الصدر وتغير المزاج وسوء الخلق ومن المظاهر ترك ذكر الله والغفلة عن الله -عز وجل-، ومن المظاهر عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله، ومنها احتقار المعروف، وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة، ومنها التعلق بالدنيا، والشغف بها والمغالاة في الاهتمام بالنفس مأكلا ومشربا وملبسا ومسكنا ومركبا.

وأما أسباب البعد عن الله: فالابتعاد عن الأجواء الإيمانية التي فيها ذكر الله؛ والتعاون على البر لفترة طويلة، وكذلك الابتعاد عن القدوة الصالحة، ومن الأسباب ترك طلب العلم الشرعي، ومنها العيش في وسط يعج بالمعاصي، ومنها طول الأمل وترك التفكير بأن هناك دارا آخرة يحاسب فيها الإنسان، ومن الأسباب الإفراط في الأكل والنوم، والسهر والكلام، والخلطة الضارة.

وأما علاج البعد عن الله: فعليك بالمداومة على قراءة القرآن العظيم بتدبر وفهم، والعمل بما تقرأ، كما أن عليك استشعار عظمة الله -عز وجل-، ومعرفة أسمائه وصفاته والتدبر فيها، وعقل معانيها، واستقرار هذا الشعور في القلب وسريانه إلى الجوارح لتنطق عن طريق العمل، ومراقبة الله في السر والعلن والعمل على رضاه، وعليك أيضا بطلب العلم الشرعي وخاصة بما لا يسع المسلم جهله، وعليك بلزوم حلق الذكر في المساجد، كما أن عليك الاستكثار من الأعمال الصالحة وملء الوقت بها والمسارعة إليها، وعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار، وذكر الموت وتذكر منازل الآخرة، وعليك أيضا التضرع إلى الله بالدعاء بأن يصلح الله حالك ويرزقك التوفيق والسداد، وأن يثبتك على الحق.

وأما جواب سؤالك الثاني حول الحسد: فاعلم -أخي الكريم- أن نظرة الحسد حق، ولها تأثيرات جانبية على الشخص المحسود، وعليك أن تكثر من قراءة الرقية الشرعية، ومنها الفاتحة وآية الكرسي، وقراءة المعوذات.

وأما الشخص الذي تشك فيه أنه قد يكون حسدك فحاول التواصل معه ويمكن أن تجعله يأكل من إناء أو يشرب منه، ثم تغسل هذا الإناء بالماء وتصب هذا الماء على جسدك، أو تطلب منه أن يغسل يديه في إناء أو يتوضأ منه ثم تغتسل بهذا الماء، وحاول أن تذكره بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا" رواه مسلم. إن أمكن ذلك، وبإذن الله تعالى يذهب عنك ما تجد من أذى.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً