الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الموت وأعاني من الكوابيس، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله أنني وصلت إلى هذا الموقع، وأتمني من الله الشفاء.

أبلغ من العمر 25 عاما، أعزب، في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تخرجي من الجامعة لا أشعر بالاستقرار في حياتي، لأنني أعزب وأريد الزواج، ولكن أموري المادية لا تساعدني، وعدم الاستقرار في عمل معين.

أعمل في شركة منذ ستة أشهر، ومواعيد العمل بالشركة تتغير كل أسبوع، بمعني أن ميعاد نومي يتغير في كل أسبوع، كنت أشعر قبل النوم بعدم القدرة على التنفس، ثم بدأت أشعر أنني أعاني من مرض في الرئة، وأنني سأموت بسبب مرض الرئة، وأحيانا أقول أنه بسبب التدخين.

منذ ثلاثة أشهر وأثناء العمل، وبعد مضي 24 ساعة دون نوم شربت القهوة، وبعدها أحسست بزيادة في ضربات القلب، وضيق في التنفس، وشعرت أنني أموت، وبدأت بنطق الشهادة، وكنت منتظرا ملك الموت ليأخذ روحي، وعدت الحالة على خير، ومن هنا بدأت تسيطر علي فكرة أن الإنسان يشعر بقرب أجله قبل 40 يوما، بدأت أفكر كثيرا في الموضوع، وأحسب الـ40 يوما، وعند اقتراب نهاية ال40 يوما أشعر أنني سأموت.

بدأت أعاني من الأحلام المزعجة، وأول حلم لي أنني داخل العمل، ورأيت أسدا وهربت منه وأغلقت الباب، كان الأسد يكلمني من خلف الباب، ومقبض الباب شديد السخونة، ولا أذكر ما قاله، وعندما استيقظت من النوم وأنا مفزوع بسبب الحلم صادف موعد صلاة الفجر، سمعت أذان الفجر وأنا خائف جدا، وأقول أن الحلم كان رؤيا، وبحثت في جوجل حول الأمر، ووقع نظري على موضوع قرب الأجل، وبدأ الخوف يزداد، وأقول الإحساس الذي أشعر فيه صحيح، وأنني سأموت، ولكن في نفس الفترة التي حلمت بها بالأسد كان لي مبلغ من المال عند رجل ظالم، وكان لا يريد أن يرده لي، وفي اليوم الثاني بعد الحلم أخذت منه مبلغ المال، فهل الأسد كان رجلا ظالما؟ ولماذا هربت منه في الحلم وأخذت منه المال في الحقيقة؟

أعاني من الخوف من الموت، وأشعر أنني سأموت فعلا، وبأوقات أخرى أحس أنها أوهام ووساوس من الشيطان، ولكنني لا أستطيع النوم، وأخاف أن أنام، وأخاف من السفر إلى أهلي، أحس أن ذهابي لهم في يوم معين لأنه كتب لي الموت عندهم، أو كتب لي أنني سأموت في حادثة وأنا ذاهب، أو وأنا عائد منهم.

كنت أحب الذهاب إليهم، وأنتظر الإجازة لأذهب، والآن أخاف كثيرا، وإذا اتصل بي أحد أصدقائي أخبره أنني سأموت، كل شيء أفسره على أنه علامة للموت، فقدت طعم الحياة، وأشعر بالخوف دائما، وأحيانا أشعر بالراحة والهدوء، أقول أنا هادئ ومطمئن لأنني سأموت، وأصبحت أحدد مواعيدا أموت فيها.

آسف على الإطالة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم اضطراب النوم أو اضطراب مواعيد العمل لمثل من يعملون في نظام الورديات والشفتات قد يُسبب اضطرابًا في النوم في بداية العمل، وبعض القلق، ولكن عادة غالبية الموظفين بعد فترة يتأقلمون على هذا الشيء، ويكيفون مواعيد نومهم حسب عملهم، ولا يؤثر على صحتهم النفسية.

ولكن ما حصل معك –أخي الكريم– هي نوبة هلع، وبعدها أعراض قلق وتوتر واضحة، ثم مخاوف وسواسية، وسواس في شكل خوف، أي أنك سوف تموت بعد أربعين يومًا، وصارت كل تفكيرك أو جُل مشاكلك تتمحور حول هذه الفكرة، أنك سوف تموت بعد أربعين يومًا، وهذه فكرة ومخاوف وسواسية، –أخي الكريم– قد لا يكون لها علاقة بنظام ساعات العمل.

المهم هي تحتاج إلى علاج في حد ذاتها، وعلاجها إمَّا أن يكون علاجًا دوائيًا أو علاجا نفسيا، أو الاثنين معًا.

فنصيحتي لك –أخي الكريم- بمقابلة طبيب نفسي ليقوم بمتابعة العلاج بنفسه، ووضع خطة علاجية متكاملة من دواء أو علاج سلوكي معرفي، حتى تزول منك هذه الأعراض، وتعود إلى حالتك الطبيعية، وتعيش حياة طبيعية.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081)، وعلاج علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2744 - 274373 - 277975 - 278937).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا Sarah sadeq

    الموت جزء من دورة الحياة وقد ابتلانا الله عز وجل بالموت والحياة.. يقول الله عز وجل ان كل من عليها فاني.. المؤمن عليه ان يتقبل حقيقة الموت فهذه اللحظه قادمه لا محاله .. والخوف من الموت امر طبيعي .. حتى الحيوانات تخاف على حياتها.. لكن عندما يزيد هذا الخوف عن حده..فاعلم انه وسواس .. ولا علاج لهذا الامر سوى باللجوء والتقرب من الله قراءة القرءان والتعرف على الله صفاته وافعاله... فهذا يريح النفس ويعطيها قوة.. الموت هو أجل .. لا يعلم موعده الا الله..لا انا ولا انت ولا اعظم قوة تعلم بوقته.. توكل على الله .. يقول تعالى من يتوكل على الله فهو حسبه.. واذهب لرؤية اهلك وتمتع بالحياة بما يرضي الله واعمل صالحا .. الشيء الوحيد الذي نستطيع تقديمه للموت ليس الوسوسه والمخاوف انما العمل الصالح والتقرب من الله .. حينها ستجد الطمءنينه ولن تخاف ابدا من الموت بل ستعمل له.. هناك اناس يذهبون للمعارك للقاء الله عز وجل.. شجعان لا يهابون الموت وذلك لانهم قريبون من الله..من مع الله يكون الله معك..وعباد الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .. توكل على الله واحسن به الظن الحسن فسيكفيك الله كل المخاوف.. وان حدثت

  • أمريكا Sarah sadeq

    تقرب من الله وستجد الاطمءنان.. لا فاءدة من الخوف من الموت بل اعمل له .. من اعمال صالحه ..لا يعلم الاجل الا الله.. احسن الظن بالله وتوكل عليه ولا تحبس نفسك تمتع بالحياة بما يرضي الله.. كن مع الله تكن اقوى الناس .. وحينها لن تخاف من الموت بل ستكون مستعد له..

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً