الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توهم الأمراض والاكتئاب دمر حياتي ومستقبلي فساعدوني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاب عمري 30 سنة، أعاني من الاكتئاب ووسواس المرض، والقلق، وخوف من الأمراض منذ أكثر من سنة ونصف، أجريت أكثر من 50 تخطيطا للقلب، وإيكو، ورسم القلب بالمجهود -الحمد لله- كلها نتائج سليمة، وأجريت أيضا أكثر من 10 تحاليل للدم، والفيروسات، والأنزيمات، ووظائف الكلى، والنتائج -الحمد لله- سليمة.

بعد التحاليل أشعر بالاطمئنان، وبعد يومين ترجع لي الشكوك بأنني مريض بمرض خطير، ويبدأ التفكير المستمر على زوجتي وأولادي، فأنا أخاف عليهم، وأخاف من ذهاب ابني للمدرسة، وتراودني الشكوك والأوهام بأن أحدهم سوف يؤذيه أو يؤذي زوجتي، كرهت العمل وكرهت كل شيء في الدنيا.

أريد العيش وحدي في عزلة دائمة، لدي محل لا يفتح إلا بعد المغرب، ولا أهتم به، ولا أريد حتى تنظيفه، لا استمتع بأي شيء حتى لو كان يسعدني في الماضي، حتى نظافتي الشخصية ومظهري لا أهتم بهم، أعامل زوجتي بحدة، ولا أريد الكلام معها ولا مع أولادي.

ذهبت إلى الطبيب النفسي، لكنه لا يهتم بي، وأعطاني لوسترال، ونصف قرص ريمارون، ودوجماتيل، تحسنت جدا، وبدأت أنام جيدا، وأحببت العمل، وبعد 20 يوما تراجع كل شيء، ذهبت للدكتور وكان كل مرة يغير العلاج، ما عدا اللوسترال، ولا يوجد أي نتيجة، بل زاد وزني، أصبح 92 كيلوجرام، وطولي 162 سم.

طوال الوقت أرغب في النوم، ولكنني انقطعت عنه منذ ثلاثة شهور، مازلت أتناول لوسترال حبة بعد المغرب، والآن أنا متعب جدا، لا أنام أكثر من ساعتين في الليل، أنام وقت الظهر حتى المغرب، ونومي متقطع.

قل اهتمامي بكل شيء، حتى مكان عملي لا أهتم به، أريد أن أكون نشيطا، فأنا لا أحب النوم، ولكنه ليس بإرادتي، أرى الدنيا سوداء أمامي، لا أمل ولا تفاءل، وراحت أغلب الزبائن لمحلات أخرى، أعيش في خوف وقلق خصوصا من المرض، بدأت أتوهم أشياء، مثل أن المحلات الأخرى تعمل وأنا لا، بدأت أغار من أصحاب المحلات، أرجوكم تقبلوا موضوعي، وأريد حلا لأنني تعبت من الاكتئاب والخوف.

هل هناك حبوب تساعد على النوم ولا تزيد الوزن؟ فأنا حاليا أعاني من زيادة الوزن، أو ما هي الأدوية التي تزيد الوزن؟

أعراضي التي أعانيها هي:
1- وسواس وخوف من المرض والموت.
2- اكتئاب، لا يوجد اهتمام بأي شيء حتى عملي وأهلي.
3- لا أستطيع النوم.
4- أعاني من القلق دون سبب، ولدي توهمات.
5- كثرة التردد على الأطباء.
6- حتى الخوف من الأدوية أعتقد بأنه سيزيد ضربات القلب، وسوف يتوقف قلبي.
7- تركت الصلاة وقراءة القرآن، ولا يوجد اهتمام بهم، ولو صليت مرة لا أصلي مرة أخرى.

آسف جدا للإطالة، وشكرا جدا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعاني مما يعرف بالتوهم المرضي، أي يعتقد الشخص أن عنده مرضا خطيرا، ويتردد على عيادات الأطباء كلما يكشف عند طبيب ويقول له أنت سليم، يقول لا هذا الطبيب لم يوفق في معرفة مرضي، ويذهب إلى طبيب آخر، وعندما يعمل فحص يقول هذا الفحص غير جيد فيعمل فحص آخر وهكذا، يصبح متردداً على عيادات الأطباء يجري فحوصات كثيرة وهلم جرى، وهذا ما حصل معك -يا أخي الكريم-.

أول علاج لهذا المرض التوقف عن زيارة الأطباء، وإجراء الفحوصات، لأن هذا يدعم المرض ولا يحاربه، لأن المرض هو مرض نفسي، هو خوف من الأمراض الخطيرة، والخوف يجابه بعدم التطمين، لأن التطمين يستمر لوقت محدود والخوف يرجع بعد ذلك.

أول الخطوات -يا أخي الكريم- أن تتوقف عن زيارات الأطباء، والمرض هو نفسي في المقام الأول وعليك بالمتابعة مع الأطباء النفسيين، وعلاجه الأساسي هو علاج نفسي دعمي، تحتاج لزيارة الطبيب النفسي باستمرار هو الذي سيقوم بدعمك نفسياً لإيقاف التفكير المستمر في المرض، أو في الإصابة بالأمراض الخطيرة.

أما بخصوص النوم فطبعاً دواء الميرتازبين 15 مليجراما ليلاً فعال جداً في علاج الأرق، وهو مضاد للاكتئاب ومضاد للتوتر،ىويستحسن أن تتوقف عن الليسترال وتستعمل الميرتازبين ليساعدك في النوم، ويساعدك أيضاً في القلق والتوتر الناتج عن هذا التوهم المرضي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً