السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أتقدم بالشكر لكم أيها الاخوة القائمون على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، ويجزيكم خير الجزاء على ما تقدمون من خدمة للناس.
سأقوم بسرد مشكلتي بشكل مطول نوعا ما، للأجل الحصول على أدق إجابة.
عمري 25 سنة، أعزب ما زلت أدرس في الجامعة وأعيش مع أهلي.
قبل قرابة سنة وتحديدا في شهر رمضان المبارك الماضي كنت في سيارتي متجها إلى النادي بعد صلاة المغرب، وكنت أشرب مشروب طاقة خاص لأداء التمارين، فجأة انتابني شعور بضعف في القلب، ثم تزايد النبض بشكل عال جدا، والشعور بالغثيان والتعرق، وأحسست أني سأفقد وعيي.
استمرت هذه الحالة لأقل من دقيقة، واختفت شيئا فشيئا، اعتقدت في تلك اللحظة أن هذه الحالة ناتجة عن شرب مشروب الطاقة، فتوقفت عن استخدامه، ولم أعر تلك الحالة أي اهتمام.
ثم مرة أخرى بعد شهرين تقريبا تحديدا يوم عيد الأضحى كنت واقفا أصلي العيد، فداهمتني نفس الأعراض، ولكن بدرجة أعلى قليلا، حتى شعرت أني سأسقط، فقطعت الصلاة مباشرة، وذهبت للمنزل، جلست وارتحت قليلا، واختفت الحالة، ولم أفكر فيها، ولم أتخذ أي إجراء حيالها كالذهاب للمستشفى أو غيره.
ثم قبل ثلاثة أسابيع تقريبا بينما كنت مع أخي في سيارته عائدين للمنزل اتتني نفس الحالة تماما، ولكن هذه المرة أشد، وشعرت أنني سوف أموت، ولم أخبر أخي بشيء لحظتها، فذهبت بمفردي للطوارئ، وأخبرت الطبيب بما جرى لي، وعمل لي تحاليل وتخطيطا للقلب، وأخبرني بأني سليم ولله الحمد، ولكن هذه المرة لازمني الخوف والقلق الشديد، فبحثت عن الحالة، وعلمت أنها نوبات الهلع، واتصلت بطبيب عن طريق خدمة وزارة الصحة السعودية، وأكد لي أن هذه نوبات هلع، ونصحني بزيارة طبيب نفسي، وسأفعل إن شاء الله.
ولكن من يوم حدوث النوبة أصبح لدي خوف شديد ووسواس، وأكثرت الاطلاع والقراءة في الأيام الماضية، فقرأت عن الجلطات الدماغية، وخفت أن تصيبني، ومع التوسع قرأت عن الأمراض النفسية تحديدا الفصام، وعرفت أن مريض الفصام ينفصل عن الواقع، ويسمع أصواتا غير حقيقية، ويرى أشياء غير موجودة، وأن مرض الفصام يمكن أن ينتقل وراثيا فزاد لدي الرعب أكثر، وأصبحت كلما سمعت صوتا أتأكد من مصدره حتى لا يكون وهما، خصوصا أن لدي قريب كان مصاب بهذا المرض رحمه الله، وقد عايشته فترة حياته، ورأيت معاناته، وأنا خائف جدا من أن أصاب بهذا المرض.
أنا شخص حساس جدا تجاه النقد أو الكلام السلبي إذا وجه لي، ويرهقني كثيرا التفكير في المواقف التي تحمل هذه المشاعر، وأحيانا أبالغ في تفسير تصرفات الناس حولي حتى أهلي وأصدقائي وأقاربي، وأدقق كثيرا فيها، ولكن سرعان ما أتجاهل الفكرة، وأقنع نفسي أنها تصرفات عفوية تبدر من الجميع، ولا أحد يخصني بها، ولله الحمد لم يحدث أن تضررت علاقتي بأحد لمجرد الشك أو الظن، وعندي خصلة الإهمال بشكل واضح، كإهمال ترتيب غرفتي، وتنظيف سيارتي، لكن ليس مطلقا، فأنا أرتب غرفتي، وأنظف سيارتي، ولكن ليس بشكل دائم، تقريبا أسبوعيا، وأيضا أعاني من تشتت التفكير أحيانا، وكثرة السرحان جراء التفكير المتواصل، فهل هذه العلامات خطيرة؟
كما أتكلم مع نفسي داخليا، وأخاطب نفسي أحيانا كأني أخاطب شخصا آخر، ولكن أعي ما أقول، ولم يلحظ أحد علي شيئا مختلفا، فهل هذا يعتبر مؤشرا؟
مررت بمواقف سيئة في حياتي، فإذا تذكرت موقفا معينا يأتيني ألم في بطني أو كتفي، وأنا أعلم أنه ليس ألما حقيقيا، فهل هذا تصرف طبيعي؟ وما سبب نوبات الهلع؟ وهل ما حدث لي بعدها وسواس؟ وهل هو مرض؟ وكيف علاجه إذا كان كذلك؟ وهل يمكنني علاج نفسي بنفسي؟ لا أرفض الذهاب للطبيب، ولكن أفضل أن أبدأ بالأسهل أولا؟
وجزاكم الله خيرا.