الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاقات العاطفية (البريئة) ومخاطرها

السؤال

أنا عندي مشكلة كالتالي:
أنا طالبة في السنة الأولى للمهندسين، تعرفت على أحد الشباب المهندسين وهو في السنة الثانية، وقد أعجب بأخلاقي كثيراً وطلبني للزواج، وأنا كذلك وجدت فيه مواصفات الزوج التي كنت أتمناها؛ فوافقت وقبلت الخروج معه على أساس أنها فترة تعارف فيما بيننا، وحقيقة الأمر أنني لا أفكر في الارتباط حالياً إلا بعد تخرجي إن شاء الله.

ولا زلنا نلتقي بين الفينة والأخرى، ويشهد الله أنه لم يحدث بيننا شيء يغضب الله، لا أنكر أنه أحياناً تكون هنالك نظرات تعبر عن كل ما يختلج به قلبانا من الحب والاحترام! لكن أحس بأن كل هذا لا يجب أن يكون لأنه حرام ويغضب الله علينا، وبدأت أفكر في الفترة الأخيرة في نقض العهد الذي أعطيته إياه، ولكن أخاف الإقدام على هذه الخطوة فأخسره إلى الأبد، خصوصاً وأنه فتى متدين وأنا أرغب فيه زوجاً، ولكن مرضاة الله أهم، ومن ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه.

للإشارة أنا فتاة محجبة ومحافظة على تعاليم ديننا الحنيف، ونقطة مهمة كذلك أنه لا يمكنه خطبتي إلا على الأقل بعد سنتين نظراً للظروف المادية والعائلية (أي: بعد تخرجه واشتغاله لمدة عام إن شاء الله)، فماذا أفعل؟ هل أصبر عليه حتى يتخرج ويعمل وأستمر في التحدث معه? (علماً أن هذا يحدث من غير علم والداي ولا والديه ولا يمكنني إخبارهما لأنهما لن يتفهموا الموقف)، أم أقطع كل صلة لي به وأحاول نسيان الأمر تماماً إلى أن يأتي فرج الله، فإن كتبه الله لي فخير، وإن لم يكن فالخيرة فيما اختاره الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية؛ فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يكثر من أمثالك، وأن يقدّر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يرزقك زوجاً صالحاً.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فإنه -وكما لا يخفى عليك- أن الله جل جلاله قد قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وأنه سبحانه لا يقع في ملكه إلا ما أراد، فإذا كان قد قدر الله لك نصيباً في هذا الشاب وله فيك نصيب، فلابد من حدوث ذلك في الوقت الذي حدده الله، وبالطريقة التي أرادها الله، مهما طال الزمان وتباعدت الأماكن، ونظراً لأن أمامكما مدة من الزمن وعدد من السنوات، فإنني أرى أن عدم الارتباط الآن أفضل وموافق للشرع، وأهدأ للعواطف، فأنتم إلى الآن لم تقعا في شيءٍ مما يغضب الله عملياً، ولكن مع طول الفترة لن يترككم الشيطان أبداً، وقد تحدث أمور أنتم تعتبرونها الآن مستحيلة، إلا أن الشيطان سيزينها لكم، وهذا ما لا ينبغي أن يحدث بحال من فتاة مسلمة أو شاب مسلم، لذا أرى أن الأسلم والأوفق للشرع والمنطق والعرف أن توقف هذه العلاقة تماماً، وأن يستمر كل واحد في طريقه، وأن يعلم هو أنه لو كان له فيك نصيب فلم ولن تذهبي إلى غيره أبداً، وتفرغا الآن للدراسة والتفوق العلمي، فنحن في أمس الحاجة إلى المسلمين المتفوقين علمياً، ومثل هذه العلاقة قد تؤثر على هذا الطموح، وعليكم بالأخذ بالأسباب من المذاكرة والتحصيل والإقبال على الطاعة، وترك هذه المسألة لتقدير الله عز وجل، فقد تحدث أمور أفضل مما أنتم عليه الآن.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً