الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعامل الزوجة مع الزوج شديد الغيرة

السؤال

السلام عليكم.

لقد أكرمني الله بالزواج من قريبي الذي أحبني منذ أن كنت طفلة، وعندما كبرت أحببته أضعافاً وأضعافاً، فما إن فتحت عيني على هذه الدنيا رأيت نفسي زوجة له، وعندما كان عمري 18 عاماً تزوجنا بسرعة وبفترة خطوبة قصيرة، لم تكن هذه مشكلة بنظر أهلي المثقفين؛ لأنه شابٌ جيد في خلقه ودينه، المشكلة أنه رأى في أمه وأخواته نموذجاً سيئاً للمرأة، فهن يتبرجن ويتزين أمام الأجانب، مع معرفتهن بحرمة هذا الشيء، مع أني متأكدة من جوهرهن النقي، ولكن كما يقال: الدنيا أخذتهم، فهو لا يستطيع أن يغير هذه النظرة تجاه المرأة، ودائماً يتوقع مني ما كان يراه منهن، مع أني أحرص كل الحرص على التزامي الديني والحشمة، وأحاول من خلال حواراتنا الكثيرة أن أريه كيف أفكر، فلقد مضى على زواجنا 7 أشهر ولم يتمكن خلالها من فهمي، وهو يغار جداً، فالبارحة طلب منه زميله في العمل أن يجمعني مع زوجته (لأنني أنا وهي من نفس الجنسية وكلانا في بلدٍ غريب)، فقال لي زوجي أنه يشعر أن صديقه طلب منه هذا فقط ليراني، مع العلم أن صديقه يعلم أننا لا نجلس جلسات مختلطة أبداً.

أريد المساعدة؛ لأني في غربة ولا أحد بجانبي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Yasmen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله العظيم أن يؤلف بين القلوب وأن يغفر الذنوب.

فإن فترة السبعة أشهر غير كافية للتعارف، فاستعيني بالله واصبري واحمدي الله الذي يسر لك أمر الزواج من رجل قريب ودود، فإن القريب أعرف بقيمة زوجته وقريبته من البعيد، وأرجو أن تكوّنوا بطاعتكم لله البيت السعيد.

ولا يخفى عليك أن نقاء الجوهر لا يفيد من تعصي الله في لباسها والمظهر، والرجل أعرف بأهله وهو معذور في بعض ما يفعل، فإن من يضع نفسه في مواضع التبرج والتهم ما ينبغي أن يلوم إلا نفسه، والحجاب للمرأة كالغطاء للحلوى، وإذا فقدت الحلوى غطائها كانت مرتعاً للجراثيم، وإذا تبرجت المرأة كانت محلاً للنظرات الجائعة ومركزاً للاتهامات والظنون الجائرة، ولا ترضى بذلك إلا كل غافلة أو لاهية .
وإذا علمت المرأة أن زوجها شديد الغيرة فعلها أن تتسلح بما يلي:
1- اللجوء إلى الله من أجل أن يحفف غيرته وأن يجعلها في إطارها الشرعي المقبول بل والمحمود وذلك بأن لا تكون في الريبة.
2- تجنب الأشياء التي يمكن أن تثير غيرته، وذلك فقه تتعلمه المؤمنات من ذات النطاقين التي رفضت أن تركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم مراعاة للزبير وغيرته.

3- عدم ذكر رجال آخرين في وجوده وعدم المسارعة إلى الهاتف، وعدم إخباره بمن نظر إليها لأن ذلك يعمق المشكلة ويجلب الوساوس والظنون.
4- ترك الأمر إليه وعدم مجادلته في حالة وجود رجال في الموضوع، ويمكن أن تقولي له في مثل الحالة المذكورة: الأمر لك أولاً وأخيراً ولا يخفى عليك أننا سوف نجلس وحدنا بحجابنا الكامل مع عدم مناقشته ومجادلته لأنه يعرف أخلاق صاحبه والرجال أعرف بالرجال .
5- الاجتهاد في إظهار حرصك على صيانة عرضه والمحافظة على نفسك حتى يدرك الفرق بينك وبين أسرته.
6- الصبر على تصرفاته خاصة وقد عرفت الخلفية التي ينطلق منها، وإذا أصلح الإنسان ما بينه وبين الله أصلح الله له ما بينه وبين الناس، وإذا لم نشغل أنفسنا بالخير شغلتنا بالباطل والوساوس، فاحرصي على طاعة زوجك وابتعدي عن مواطن الريبة.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً