الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عودة حب الشباب بعد استعمال علاج الروأكوتين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
إلى الطبيب المختص بالأمراض الجلدية، أود شكرك على استشاراتك؛ فجزاك الله خيراً.
أنا فتاة (غير متزوجة)، سورية، وأقيم في المملكة العربية السعودية.
أعاني من حب الشباب منذ أن كان عمري تقريباً 12 سنة، وعمري الآن 24 سنة، منذ حوالي سنة إحدى صديقاتي أخبرتني عن دواء (الروأكوتين) لمدة 6 أشهر، وأنها استخدمته بمشورة طبيب جلدية وشفيت من الحبوب، فعزمت على تناوله بعد استشارة أختي الكبرى لأنها صيدلانية، فقالت: تناوليه. ولم تحذرني من أية أعراض، تناولت الدواء عيار 10 ( للدواء عياران 10 و20 ) بدون تأثيرات جانبية.
تناولت طبعاً العيار الأخف خوفاً من التأثيرات الجانبية، المهم أنه في الشهر الأول وكما في الروشتة بدأ الحب بالزيادة وبعد الاستمرار بدأ بالتراجع شيئاً فشيئاً.
وبعد 6 أشهر من تناول العلاج، وطبعاً مصحوباً بمرهم (بنزاك أي سي ومرهم سكينورين) كانت النتيجة رائعة، واختفت الحبوب تماماً، والزيوان خفيف جداً، ويمكن التغلب عليه، كنت مغمورة بالسعادة وثقتي بنفسي ازدادت، وأصبحت أشعر بالنظافة والارتياح وأنني أستطيع لبس ما أريد، خصوصاً أنني فتاة في مقتبل العمر، وكانت بشرتي صافية تماماً.
ثم كانت الصدمة أني وبعد انتهائي من العلاج لمدة 6 أشهر بدأت الحبوب بالظهور ثانية بعد حوالي 5 أشهر من نهاية العلاج، عندما تظهر حبة أو اثنتان أقول: لا بأس، يمكن التغلب عليها بالمرهم، ولكنني تفاجأت بزيادة حادة للحبوب وغير طبيعية، مع العلم أنني أعاني من حب الشباب في الصدر والظهر والكتفين، أما الوجه فخفيف.

المهم، انصدمت، ونفسيتي جداً مستاءة؛ لأنني كنت قد شفيت منه تماماً، والآن عاد وبشدة، حتى أن الحبوب خرجت في فروة رأسي أيضاً.

المشكلة أن العلاج كلفني، وكنت أخصص من راتبي كل شهر مبلغ 120 لشراء الدواء؛ لأن الدواء 10 ملغم وفيه 30 حبة كل يوم حبة، أي أن العلبة لشهر، وتناولت 6 علب لمدة 6 أشهر.
اتصلت على صيدلي وقال لي: أعيدي العلاج مرة أخرى، لم يعجبني كلامه الغير مدروس!
اتصلت على آخر وقال لي: كان المفروض أن تبدأي بعيار 20 ثم تدريجياً لعيار 10.
وصيدلي آخر قال: ارجعي لطبيب الجلدية خوفاً من إعادته وظهور أي تأثيرات جانبية، خصوصاً وأنني بنت وأخاف من أي تأثير في الهرمونات أو أي شيء آخر، مع أنني عندما تناولته لم أشعر بأي شيء، والعادة الشهرية منتظمة -والحمد لله- ولكنني سمعت أن هذه الأدوية قد يسبب الإفراط في تناولها فشلاً كلوياً.
لم أسمع كلام أحد من حيث الرجوع لتناول الدواء، والحبوب مستمرة في الظهور، والغريب أن بعضها بعد عصرها يخرج مادة بيضاء ولكنها جامدة وغامقة اللون، فما معنى هذا؟
هل كان هناك خطأ في تناول الجرعة، أي أنه يجب أن تكون أكثر من حبة في اليوم حسب الوزن؟ فأنا وزني حوال 63 كيلو غرام.

أرجو من حضرتك مساعدتي، هل أرجع للدواء والعيار؟ كم الذي أرجع له وكم حبة أتناولها.

بالنسبة للندبات: بشرتي بيضاء -والحمد لله- لا تترك الحبوب ندبات جداً ظاهراً يمكنني التغلب عليه بمرهم سكينورين، ولكن المهم أن أتغلب على ظهور الحبوب نفسها.
أفيدوني جزاك الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lay1982 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

المسألة ببساطة هي أن الجرعة المطلوبة يجب أن تكون ما مجموعه خلال الدورة العلاجية الواحدة 120 مغ لكل كغ من وزن الجسم، وحديثاً هناك من يوصي برفعها إلى 150 مغ لكل كغ، ولكن من الممكن أن تكون دورة مدى الحياة أو أكثر من دورة في حالات خاصة يقدرها طبيب الجلد).
ووزنك 63 كغ X 120 مغ = 7560 مغ

أي = 756 كبسولة ذات الـ 10 مغ.

أو 378 كبسولة ذات الـ 20 مغ.

وليكن حسابنا على 20 مغ للكبسولة، فأنت تحتاجين على الأقل 378 يوم علاج بمعدل كبسولة يومياً، أي أكثر من سنة بقليل (13 كبسولة)، ولو كانت الجرعة كبسولتين يومياً من ذات الـ 20 مغ لاحتاج العلاج عندها 6 أشهر و6 أيام.
فالجرعة اليومية 20 مغ جيدة، وتحتاج سنة.
والجرعة 40 مغ يومياً تحتاج 6 أشهر، ولكن تؤدي إلى تأثيرات جانبية أكثر، ولكنها مؤقتة.
والنتيجة في النهاية واحدة، ولكن الاختلاف هو المدة فقط.
ومن جهة أخرى: فهناك خلاف حول التوقف عن العلاج لعدة أشهر؛ هل نعود من الصفر أم نتمم الدورة بعدد الكبسولات من حيث وصلنا؟
والذي أراه أن تتممي العدد إلى 378 كبسولة ذات الـ 20 مغ، وأغلب الظن أن هذا يكفي، ولكن قد تحتاجين مد الدورة قليلاً بسبب الانقطاع الذي حصل، أو لأن البثرات عندك موضعة على الجذع أكثر من الوجه.

وفي حال عودة البثور ثانية -وهذا احتمال ضعيف- يفضل إتمام العدد إلى:
63 ـ X 150 = 9450 مغ أي 472 كبسولة – 378 = 95 كبسولة.
أي: بزيادة ثلاث أشهر علاج، كبسولة يومياً ذات الـ 20 مغ، وبذلك نغطي القصور في الانقطاع، وأن البثور على الجذع، وأننا أخذنا الجرعة الأعلى وهي 150 مغ لكل كغ.

الحمد لله أن الهرمونات طبيعية، لأنها لو كانت غير طبيعية لما أفاد الدواء، ولما كان مستطباً.

من المعروف أن الدواء يحدث زيادة في البثور عند بداية استعماله، ولكن مع الزمن يبدأ التحسن، ويزداد إلى أن يصبح تاماً بإذن الله.
إن أخذ دورة علاجية ناقصة لا يعني بالضرورة فشل العلاج، بل يعني احتمال عودة البثور، وليس من الضروري أن تكون بنفس الشدة، وإن الدورة العلاجية الناقصة أيضاً قد تفيد نسبياً حسب الجرعة والمدة والمريض والوزن.

أستغرب أنك تستشيرين الصيدلي تلو الصيدلي وأختك صيدلانية، كما أستغرب استشارة الصيدلاني ونسيان طبيب الجلدية.


أثناء أخذ الكبسولات لا داعي لأي علاج أبداً إلا المرطبات التي تعوض جفاف الجلد والشفاه، وكذلك قطرة العين (دموع اصطناعية).
ننصح بقراءة النشرة الموجودة في علبة الدواء.

الإفراط في تناولها لا يؤدي إلى الفشل الكلوي، ولكن ينبغي ألا تؤخذ في حال وجود كسل كلوي.

ننصح بأخذ الكبسولات تحت إشراف طبيب، وذلك لإجراء التحليل الدوري شبه الشهري لوظائف الكبد والكلية ومستوى الدهنيات في الدم.

ننصح بعدم اللعب بهذه البثور، وبعدم عصرها، لأن ذلك يساعد على التقيح والانتشار وظهور الندبات.

الخلاصة:

عليك أن تأخذي ما مجموعه 378 كبسولة ذات الـ 20 مغ، فاحسبي ما أخذت سابقاً وأتمي العدد، وفي حال عودة البثور ثانية أضيفي 3 أشهر علاج كبسولة يومياً ذات الـ 20 مغ ( أي 90 كبسولة )، وذلك لاستدراك الأشياء المذكورة أعلاه وفق الحساب والبيان والاحتمال.

استعيني بالله، وكلي الكبسولات باسمه، واسأليه الشفاء، ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))[الشعراء:80].
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً