الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الإشباع في النوم الناتج عن القلق وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم.

أنا أُعاني من قلقٍ وأرق في النوم منذ سنتين تقريباً، حيث أنني لا أشعر بطعم النوم مطلقاً، فأنا أنام تقريباً أربع أو خمس ساعات لكن أصحو في هذه الساعات سبع أو ثمان مرات، فأصحو في الصباح وأنا مرهق جداً، كما أنني أجد صعوبةً كبيرة في العودة للنوم مرةً ثانية لو قمت من النوم لسببٍ ما.

أرجو أن تشخصوا حالتي أولاً، وأرجو أن تعطوني العلاج المناسب ومدة استخدامه؛ بشرط ألا يسبب هذا العلاج إدماناً لي.

وجزاكم الله الصحة والخير الوافر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أخي، هذا النوع من اضطرابات النوم الذي تُعاني منه هو في الغالب ناتج عن قلق، فالقلق يؤدي إلى سطحية في النوم، وعدم الإشباع فيه، وإجهاد وإرهاق في الصباح.

النوم بالطبع لا يُقاس بعدد ساعاته، إنما يقاس بالنشاط الذي يشعر به الإنسان حين يستيقظ، وكذلك الحيوية والشعور بالتفاؤل والإيجابية هي من المقاسات الحقيقية للنوم الصحي .

أيها الأخ الفاضل، أولاً أود أن أقدم لك بعض الإرشادات التي تحسن الصحة النومية:

أولاً أخي: عليك الالتزام بممارسة الرياضة، فالرياضة -خاصةً رياضة المشي أو الجري- تسهل كثيراً النوم الصحي.

ثانياً: أرجو أن تتجنب النوم النهاري، ولا مانع بالطبع من القيلولة الشرعية.

ثالثاً: أرجو أن تتجنب وبصفةٍ قاطعة المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والبيبسي، فلا تتناولها بعد الساعة السادسة مساءً.

أرجو يا أخي أن تثبت الوقت الذي تذهب فيه إلى الفراش، هذا يُساعد كثيراً على تكيف الساعة البايولوجية لدى الإنسان، ومن خلال ذلك يكون النوم سهلاً وصحياً .

أخي الفاضل، يمكن أن تتناول حليباً دافئاً قبل النوم، ويجب أن تهيئ المكان الذي تنام فيه بأن يكون هنالك نوع من الهدوء، ويا أخي أرجو أن تحرص بالطبع على أذكار النوم.

هذه المقومات الأساسية للصحة النومية من يتبعها إن شاء الله يجد أن نومه تحسن كثيراً.

أود أيها الأخ الكريم أن أصف لك بعض الأدوية البسيطة جداً، والتي أحسبها متوفرة في فلسطين، مثل الدواء الذي يُعرف باسم إمتربتلين (Amtriptyline) ويُسمى تجارياً بـ (ترتبزول) هذا الدواء -يا أخي- هو في الأصل مضاد للاكتئاب والقلق، وبجرعةٍ صغيرة يُساعد كثيراً في علاج القلق، كما أنه محسنٌ للنوم، وأنت تحتاج فقط لجرعة بسيطة منه، وهي 25 مليجرام ليلاً، ساعتين قبل النوم.

هذا الدواء ربما يسبب لك جفافاً بسيطاً في الحلق في الأيام الأولى لبداية العلاج، وأرجو أن لا تنزعج لذلك.

مدة العلاج في مثل هذه الحالات هي ثلاثة أشهر، وبعد أسبوعين من بداية العلاج إذا لم تتحسن أرجو أن تضيف دواءً آخر يعرف باسم موتيفال، تناوله بجرعة واحدة ليلاً مع التربتزول، واستمر على الموتيفال لمدة شهر ثم يمكن أن تتوقف عنه.

أتمنى أن تستفيد من هذه الأدوية، فهي بسيطة جداً وسليمة وغير إدمانية بالطبع.

أنا حقيقةً لا أحب أن أصف المنومات مثل الفاليوم، لكستونيل، أتيفان، فهذه منومات ولكنها قد تؤدي إلى التعود والإدمان ولا تُساعد أبداً على الصحة النومية حين يتوقف الإنسان عن تناولها، وعليه يجب أن نبتعد عنها ونحذرها كما تفضلت أنت.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ليبيا Ahmed

    أخي الكريم كنت في السابق عندما استيقظ أكون مرتاح لاكن في هده الشهور الأخيرة لاأشبع ودائمن أحص أن يلزمني بعد الشيئ من النوم مما تسبب لي في بعد المشاكل في العمل بكترة التئخير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً