الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض المرأة للزواج بعد أن تقدم بها العمر بحجة أن أوان الزواج قد فات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أطرح قضيتي لكم أريد أن أشكركم على مجهودكم في مساعدة الناس وجزاكم الله خيراً.

القضية هي: أن لي أختا عمرها 44 سنة، غير متزوجة، وفي هذه الفترة تقدم لها رجل متزوج له ولدان، ويريد أن يتزوج لأن امرأته توفيت، وهذا حقه الشرعي، ولا اعتراض عليه، ولكن أختي رفضت! وتقول أنها كبيرة في السن، ولا تريد الزواج، ولم يبق من العمر مثل ما مضى.

أنا أريد أن أقنعها بأن توافق لأنه رجل على خلق ودين، وزواجها ليس عيباً، ولا حراما، ولا يوجد به أي فضيحة، والله أعرف بنات أكبر منها تزوجن في هذا العمر وأكبر، ولكن هي لا تريد، مع العلم أننا عائلة كبيرة تتكون من 10 أخوات، وفقط ثلاث منهن متزوجات، وأغلب الأخوات أصبحن في الثلاثين من العمر، فكيف لي أن أقنعها؟ وكيف أتكلم معها؟
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن صاحب الدين والأخلاق عملة نادرة، وحاجة المرأة إلى الزواج مستمرة حتى وإن نالت الشهادات والدرجات؛ لأن في الزواج سكينة ومودة ورحمة، وقد قالت إحداهن: خذوا شهاداتي كلها وأسمعوني كلمة ماما، كما أن المرأة تحتاج إلى من يأويها ويحميها، وقد يرزقها الله بأطفال يتولون رعايتها في أيام ضعفها وكبرها، وأرجو أن تعرفوا أسباب رفضها؛ فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسهل علاج الخلل والعطب.

نحن بلا شك ننصح أختكم بالقبول بذلك الرجل والحرص على الإحسان إلى أطفاله بهذا الزواج.
والمسلم والمسلمة يحتاجون إلى الزواج حتى ولو لم يبق لهم من الدنيا إلا لحظات، وقد أشار لذلك عدد من الصحابة كابن مسعود الذي قال: لو لم يبق لي من الدنيا إلا لحظة لتزوجت فيها.
كما قال معاذ الذي سبقته زوجته إلى الآخرة في طاعون عمواس وكان يعالج السكرات فقال لهم: زوّجوني. قالوا: يرحمك الله وأنت في هذه الحالة، قال: نعم، فإني أكره أن ألقى الله أعزب.

توفيت زوجة الإمام أحمد فأثنى عليها ثم قال زوّجوني ثم قال والله مالي بالزواج من حاجة ولكني أكره أن أبيت ليلة وأنا أعزب، والأمر كذلك بالنسبة للمرأة، فإن من تزوجت فقد استكملت نصف دينها كما أن طاعة الزوج سبيل إلى الجنة والرضوان.

هذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم وصيتي لكل امرأة أن لا تتردد إذا طرق بابها صاحب الدين مهما كان عمره أو حاله طالما كان قوياً أميناً صاحب أخلاق ودين.
ونسأل الله أن يقدر لها ولكم الخير وأن يلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً