الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب والقلق وعدم الثقة بالنفس بسبب عدم الرضا عن الشكل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لكم على هذا المجهود، وأتمنى أن تساعدوني.
أنا -يا دكتور- غير مقتنع بشكلي تماماً، لا مظهري الخارجي ولا الداخلي بسبب الناس، فهم عقدوني من كل شيء في جسمي، صحيح أني قصير طولي 159 سم وهذا يسبب لي الإحراج كثيراً، وخصوصاً عندما أقف عند بنت أطول مني.

ودائماً أتساءل: لماذا الله لم يعطني شيئاً حلواً؟! يعني لا منظر ولا طول!

أنا أعرف أني غلطت بحق الله عز وجل، لكن والله ليس بيدي، فأنا متعقد تماماً من كل شيء في جسمي من طولي ومن أنفي الكبير وفمي أيضاً، وكل شيء، والله على ما أقول شهيد، وأنا الآن في البيت لا شغل ولا مشغلة ولا جامعة لأني غير واثق في نفسي، وأخاف من الناس وكلامهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في مثل سنك هذه ينشغل البعض بمظهرهم أكثر مما يجب، وهذه من المصائب التي جلبتها لنا المتغيرات الاجتماعية والثقافية والإعلامية الدخيلة.

نصيحتي لك هو أن تفصل بين مشاعرك وواقعك، حقر هذه المشاعر السالبة، وأنا وإن كنت لم أشاهدك لكني على ثقة تامة حسب ما احتوته رسالتك أن مظهرك أفضل مما تتصور، وخلقك إن شاء الله قويم، وهذا يكفي، ويجب أن تتذكر دائماً (( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))[المؤمنون:14].

هنالك حالة مرضية نفسية يعتقد البعض من خلالها أن أشكالهم ومظهرهم قبيح، ويكون الواقع غير ذلك، وقد حولت لي الكثير من الحالات من بعض أطباء التجميل من ذوي الخلق الرفيع والعقيدة السليمة، واقتنع في نهاية الأمر بعض أصحاب هذه العلة النفسية أن أشكالهم مقبولة وأنهم يبالغون في تصورهم حول أعضائهم الجسدية.

طول 159سم هو طول مقبول حتى للقبول للخدمة العسكرية، وقولك بأنك تتحرج حين تقف مع بنت هذا في نظري من توافه الأمور التي يجب أن لا تشغل نفسك بها.

اشغل نفسك بما هو أجدى وأفضل، عليك بالبحث عن عمل والانخراط في الدراسة المسائية، وعليك أن تؤدي صلواتك الخمس في المسجد حيث تجد الرفقة والصحبة والقدوة الحسنة، وبعد فترة سوف تجد أنه تكونت لك شبكة من الأصدقاء الذين من خلالهم تستطيع أن تشعر بقيمة ذاتك.

ربما يكون من المفيد لك أيضاً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للخوف والقلق والإجهاد النفسي والجسدي، والتي سوف ترفع إن شاء الله من معدل الدافعية لديك، هذا الدواء يعرف باسم (بروزاك) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر، وبفضل الله تعالى هو من الأدوية السليمة والفعالة جداً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً