الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسببت الوساوس في توتر علاقتي بخطيبتي، فهل من حل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من أفكار وظنون وشكوك تراودني دائماً في ذهني ولا أستطيع التخلص منها، وقد كانت بداية هذه الأفكار منذ سبع سنوات تقريباً، حيث تخيلت أن الناس يحاولون التحرش بي، ثم اختفت هذه الفكرة وجاءتني فكرة الموت، حيث صرت أفكر دائماً أني سوف أموت، ثم اختفت وجاءني وسواس الطهارة، وكنت أجلس في الحمام ما يقارب الساعة ونصف لكي أتطهر، وقد تغلبت على هذه الجزئية ثم جاءني الوسواس في المرض، وصرت أتصور أني سوف أمرض، وبدأت أبتعد عن الناس ولا ألقي التحية على أحد خوفاً من انتقال الأمراض.

وأخيراً جاءتني الوساوس في خطيبتي، فصرت أشك فيها رغم أنني متأكد من أخلاقها، وقد توترت علاقتنا كثيراً بسبب ذلك، وعندما أجلس مع الأصدقاء لنتحدث أتخيل أن الكلام على خطيبتي، وقد أصبحت حياتي جحيماً بسبب عدم استطاعتي التفكير في أي شيء، وبسبب عدم استطاعتي أن أمارس حياتي بشكل طبيعي.

وعندما أنعزل عن الناس أفقد الاهتمام بكل شيء وأهمل نفسي ونظافتي الشخصية، وقد زادت هذه الحالة أثناء فترة الوسواس في الطهارة، وأشعر أنني دائماً في حالة شرود ذهني وفي حالة خمول ذهني وجسدي، فأرجو منكم مساعدتي في التخلص من هذه الأفكار وذكر الدواء المناسب مع شرح للجرعة وآثاره الجانبية وتكلفته المادية وإمكانية الاستمرار عليه أثناء شهر رمضان.

علماً بأني كنت مصاباً بالحمى الروماتزمية، ولكني شفيت منها بفضل الله، وفي الفترة الحالية أصبت بحالة من عدم استقرار الضغط، فهل بعد علاجي سوف تستقر كل الأمور؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلا شك أن ما ورد في رسالتك من أعراض نفسية هو من صميم الوسواس القهري من النوع الفكري، وهذه الوساوس تعرف بأنها فكرة سخيفة متسلطة تؤدي إلى كثيرٍ من القلق والتوتر، ويحاول الإنسان مقاومتها ولكنه يجد صعوبة كبيرة في ذلك.

والوساوس التي لديك من النوع المتغير والمتبدل، وهذا النوع شائع وسط الذين يعانون من هذا المرض، وقد وصف أحد العلماء مرض الوسواس القهري بالذكاء؛ بمعنى أن الذين يعانون منه يحاولون التخلص منه، وقد يختفي ولكنه يظهر مرة أخرى في صورة وبشكل مختلف.

وأما أعراض الإجهاد وعسر المزاج التي تعاني منها من وقت لآخر فهي أعراضٌ اكتئابية؛ حيث أن نسبةً لا بأس بها من مرضى الوساوس يعانون من ذلك.

والوساوس يمكن علاجها، وذلك بأن تتفهم أنها نوع من القلق النفسي، وأنها لا تدل مطلقاً على وجود مرض عقلي أو ذهاني، وأنها تعالج بتحقيرها ومقاومتها وعدم اتباعها وإدخال أفكار وأفعال مضادة لها، وأنت - ولله الحمد - تمارس هذا النوع من العلاج السلوكي بصورة جيدة فأرجو الاستمرار على ذلك.

وأما بالنسبة للعلاج الدوائي فهناك عدة أدوية مضادة للوساوس؛ من أفضلها عقار بروزاك؛ ويسمى علميّاً باسم (فلوكستين)، وهو متوفر في مصر، وسعره متوسط، والمنتج المحلي منه جيد جداً، وهذا الدواء من الأدوية السليمة جداً وليس له آثار جانبية غير أنه قد يؤخر القذف قليلاً لدى بعض الرجال ولكنه لا يسبب العقم ولا يؤثر على الذكورة.

وجرعه البروزاك هي عشرون ملجم يومياً (كبسولة واحدة) لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة تسعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ويمكنك تناول الدواء صباحاً أو مساء، وهذا الأمر لا يختلف في شهر رمضان المبارك، حيث يمكنك تناول الدواء بعد الإفطار، نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً