الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس شيطانية أتعبتني جداً، هل كفرت؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أطرح لكم مشكلتي، وأريد الإجابة السريعة من فضلكم، فأنا في حال لا يعلم بها إلا الله.

منذ سنتين وأنا أعاني من الوساوس الكفرية، وكل مرة تأتي ومن ثم أقرأ الأحاديث التي تقول بالصد عنها وأنتهي منها، منذ سنين وأنا أنتهي من وسواس وأتغلب عليه وأرتاح منه، ومن ثم يعود من جديد، لكن كل مرة يكون أعظم من الأخيرة وهكذا، تعبت جداً، الآن أعاني من الاستهزاء، كلما رأيت حديثاً أو قرأت القرآن أو في الصلاة، خفت أن أقع في الكفر.

ذات مرة قرأت حديثاً عن الرياح وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منها فاستهزأت، وخرجت مني ضحكة خفيفة لا أعلم كيف، لكن أخاف أني كفرت يا شيخ، أنقذني، استغفرت بعدها وأخذت أدعو أن يغفر لي ربي، والله إني لنادمة كيف أطلقت هذه الضحكة، أسألك الآن ماذا عليّ؟ وهل وقعت في الكفر؟

أجيبوني بسرعة، جزاكم الله كل خير، وحرمكم على النار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية العفو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يمن عليك بالعافية عاجلاً غير آجل.

نحن أولاً -أيتها البنت الكريمة- نبشرك أنك على إسلامك وإيمانك -والحمد لله-، فالخوف من الكفر وكراهتك له دليل على وجود الإيمان في قلبك، فإن القلب لا ينزعج من الوساوس الكفرية إلا بسبب الإيمان الموجود فيه، والشيطان لا يحاول أبداً أن يخرب البيت الخرب إنما يحاول أن يخرب البيت العامر، ومن ثم فإنه لم يأتك بالوساوس إلا لما علمه من الإيمان منك، فاطمئني أولاً أنك على إيمانك وأنك -بإذن الله تعالى- لا تزالين على دينك، ونسأل الله تعالى أن يتمم نعمته عليك وأن يثبتك على الحق حتى تلقينه به، لكن اعلمي جيداً أنه لا علاج لهذه الوساوس ولا دواء لها مثل الإعراض عنها، وهذه هي وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- التي أشرت أنك قرأتِ الأحاديث الدالة عليها، وقد جرب الموفقون هذا الدواء فانتفعوا به نفعاً عظيماً -بإذن الله-.

من ثم فإن عليك أن تستعيذي بالله سبحانه وتعالى إذا عرضت لك هذه الوساوس، وتعرضي عنها ولا تسترسلي معها، وما فعلته ليس من الكفر في شيء فلا تلتفي لهذا الوساوس، واعلمي أنك مأجورة مثابة على مجاهدتك هذه الوساوس ومحاولة دفعها عن نفسك، فإن الله تعالى يحب منك مجاهدة الشيطان وصدك له ويثبتك على هذا العمل، نوصيك -أيتها البنت الكريمة- بالتحصن بذكر الله تعالى، والمحافظة على الأذكار لاسيما أذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، والإكثار من ذكر الله تعالى عموماً فإنه حصن حصين يتحصن به المؤمن من الشيطان ووساوسه، ونكرر -أيتها الكريمة- أنه لا دواء أمثل للوساوس من الإعراض عنها، فجاهدي نفسك على ذلك وستجدين ثمرته -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله تعالى أن يعينك وأن يمن عليك بالشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً