الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقليد قارئ معين إذا قاد إلى الرياء

السؤال

كما نعرف أن لكل إنسان صوتا خاصا به للقرآن الكريم يتغنى به لكني قررت أن أغير صوتي الخاص وأقلد الشيخ مشاري بن راشد العفاسي لأن صوته أجمل فأتقنت بعض السور إتقانا جيدا وبعد مدة تعرضت لفتنة ووقعت ضمن خيارين اثنين إما الإسلام وأرجع إلى صوتي الأصلي وإما الضلال والكفر ورياء الناس مقابل تقليدي للشيخ مشاري فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المستبعد جدا أن يكون مجرد تقليد الشيخ المذكور في صوته يؤدي إلى الكفر والرياء والضلال المبين، ويكون ترك تقليده يعيد للمرء إسلامه ودينه.

ولعل السائل الكريم إذا فتش الأمر بدقة وجد أن تقليد الشيخ ليس هو السبب الحقيقي لما ذكره، وأن ثمت سببا آخر تجب إزالته دون الاحتياج إلى ترك ما تعلمه من فن القراءة.

وإذا تحقق أن السبب الوحيد لما ذكره هو تقليد ذلك الشيخ، وأنه متى رجع إلى ما كان عليه عاد إليه دينه واستقامته، فمن واجبه الرجوع، ولا مقارنة بين هذا وذاك.

فمن المعلوم أن الرياء محبط للأعمال، وسبب للمقت عند الله تعالى، وأنه من كبائر الذنوب.

كما أن الكفر ذنب لا يغفره الله عز وجل دون توبة، وصاحبه محكوم عليه بالعذاب الأبدي، والخلود السرمدي في جهنم وبئس المصير، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء: 48}.

وإذا كان هذا هو حال هذين الذنبين فواجب على المرء أن يتخلص منهما بأية وسيلة تتاح له؛ لأن دين المرء هو رأس ماله، والسلامة لا يعدلها شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني