الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا

السؤال

قامت إحدى النساء مع أمها من أقارب أمي بشتم أمي أمام الناس... بعد فترة جاءت تلك المرأة لبيت أمي لتطلب السماح من أمي، وبالفعل سامحتها أمي، بعد عدة شهور تفاجأنا أن نفس المرأة قامت بشتم أمي مرة أخرى بألفاظ نابية وتلفيق تهم باطلة بشتمها وأن أمي تتدخل بحياتها وتريد تزويج زوجها من إحدى قريباتها، مع العلم بأن أمي لم تكن موجودة في ذلك الوقت ولكن المرأة اعترفت بأنها قامت بذلك... وقد طلبت تلك المرأة من بعض النساء أن يتكلمن مع أمي لطلب السماح منها مرة أخرى... إلا أن أمي رفضت ذلك ورفضت أن تتكلم معها أيضا وترفض أمي رؤيتها أو التحدث معها خوفا من عدة أمور أهمها أن عود العلاقات مع تلك المرأة ربما يعيد تلك المرأة لتلفيق اتهامات باطلة عليها مرة أخرى، مثل التدخل بحياتها وأنها ستكون سببا في خراب بيتها، وكأن أمي تقول أبعد عن الشر كي تبعد المشاكل عن نفسك، فهل هذا الذي تقوم به أمي جائز؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صح ما ذكرت من أن هذه المرأة قد قامت بسب أمك ونسبت إليها ما لم تفعل، وليس لها عذر في ذلك، فقد أتت هذه المرأة منكراً من القول وزوراً، فالواجب أن تنصح بالتوبة الصادقة وعدم العود لمثل هذا الفعل مرة أخرى، ومن حق أمك أن تهجرها إذا كان ذلك هو السبيل لاتقاء شرها، ولكن العفو أفضل ففيه قربة إلى الله وحصول على الأجر العظيم، لا سيما وبين أمك وهذه المرأة شيء من وشيجة الرحم، قال بعض السلف: ما يفيدك أن يعذب الله أحداً لأجلك؟ هذا مع ما قد يفوت أمك من الأجر العظيم وعز الدنيا والآخرة إن هي عفت. وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 5338، والفتوى رقم: 20902.

ويمكن لأمك أن تُشهد بعض النساء على اعتراف هذه المرأة بخطئها، فإن هذا قد يكون رادعاً لها من العود لمثل ذلك الفعل، ولو عادت شهدن بأنها المعتدية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني