الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحديث الوارد في الهوى تأكيد للآيات الواردة في ذمه

السؤال

إن كلمة الهوى عند إطلاقها لا تدل إلا على إعوجاج -وهي مذكورة في كثير من المواضع فى القرآن- ... لا ينطق عن الهوى... اتخذ إلهه هواه... فكيف نوفق هذا مع حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم... "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به..." فهل الهوى ممكن يتوافق مع الاستقامة، وهل معناها اللغوي يشتمل على ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن من أعظم دواعي الضلال وأسباب الهلاك اتباع الهوى، لأنه يهوي بصاحبه إلى المهالك حتى يورده النار، قال الشاطبي في الموافقات (4/115): سمى الهوى هوى، لأنه يهوي بصاحبه إلى النار، وقال ابن عباس: ما ذكر الله عز وجل الهوى في كتابه إلا ذمه. انتهى.

والهوى: كل ما خالف الحق، وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال والأفعال والمقاصد، وقد ورد ذم الهوى في مواطن كثيرة من القرآن، ولكن هذا لا يتنافى مع ما ورد في الحديث الشريف المروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به. فقال النووي في شرح الأربعين: أي يجب على الإنسان أن يعرض عمله على الكتاب والسنة ويخالف هواه، ويتبع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. انتهى.

ومثل هذا قد شرح به كثير من أهل العلم الحديث المذكور، ومنه تعلم أن الحديث الشريف إنما يؤكد ما وردت به الآيات من ذم الهوى، فمعناه هو لجم الهوى وضبطه وتقويمه حتى ينساق وراء ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اجتنابا وامتثالاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني